الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لأسعد حومد
.تفسير الآية رقم (62): {آمَنُواْ} {يَسْتَأْذِنُوهُ} {يَسْتَأْذِنُونَكَ} {أولئك} {استأذنوك} (62)- وَهُنَا يُؤَدِّبُ اللهُ النَّاسَ، فَكَمَا أَمَرَهُمْ بالاسْتِئْذَانِ عِنْدَ الدُّخُولِ، كَذَلِكَ أَمَرَهُمْ اللهُ تَعَالَى بِأَلا يَتَفَرَّقُوا عَنِ النَّبِيِّ إِلا بعدَ اسْتِئْذَانِهِ ومُشَاوَرَتِهِ، ولِلرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَأْذَنَ لِمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ. وَرَوَى ابنُ إِسْحَاقَ فِي سَبَبِ نُزُولِ هَذِهِ الآيَةِ: لَمّا اجْتَمَعَتْ قُرَيْشٌ وَالأَحْزَابُ عَلَى حَرْبِ المُسْلِمِينَ فِي غَزْوَةِ الخَنْدَقِ، أَمَرَ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم بِحَفْرِ خَنْدقِ المَدِينَةِ، وَأَخَذَ يَعْمَلُ بِنَفْسِهِ تَرْغِيباً للمُسْلِمِينَ فِي الأَجْرِ، فَعَمِلَ المُسْلِمُونَ، وَأَبْطَأَ رِجَالٌ مِنَ المُنَافِقِينَ، وَأَخَذُوا يَقُومُونَ بالضَّعِيفِ مِنَ العَمَلِ وَيَتَسَلَّلُونَ بِغَيْرِ إِذْنِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم. وَكَانَ المُسْلِمُونَ يَسْتَأْذِنُونَ الرَّسُولَ لِبَعْضِ حَاجَتِهِم، فَإِذَا قَضَى أَحَدُهُمْ حَاجَتَهُ رَجَعَ إِلى مَا كَانَ فِيهِ مِنْ عَمَلٍ، رَغْبَةً فِي الخَيْرِ والأًجْرِ، واحْتِسَاباً لَهُ، وَيَقُولُ تَعَالَى إِنَّ هَؤُلاءِ هُمُ المُؤْمِنُونَ حَقّاً. أَمْرٍ جَامِعٍ- أَمْرٍ مُهِمٍّ يَجِبُ اجْتِمَاعُهُمْ لَهُ. .تفسير الآية رقم (63): (63)- كَانَ بَعْضُ النَّاسِ مِنَ المُؤْمِنِيِنَ يُنَادِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَا مُحَمَّدُ، أو بِيَا أََبَا القَاسِمِ... فَنَهَاهُمُ اللهُ تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ تَعْظِيماً لِقَدْرِ الرَّسُولِ وَتَبْجِيلاً، فَقَالَ قُولُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، وَيَا رَسُولَ اللهِ. وَيُحَذِّرُ اللهُ تَعَالَى المُنَافِقِينَ الذين يَتَسَلَّلُونَ وَيَذْهِبُونَ بِدُونَ إِذْنٍ. يَلُوذُ بَعْضُهُمْ بِبِعْضٍ، وَيَتَدَارَى بَعْضُهم بِبَعْضٍ لِكَيْلا يَرَاهُم الرَّسُولُ، فَعَيْنُ اللهِ تَرَاهُمْ وَإِنْ لَمْ تَرَهُمْ عَيْنُ الرَّسُولِ. وَيوِّرُ اللهُ تَعَالَى حَالَ هَؤُلاءِ وَهُمْ يَتَسَلَّلُونَ بِحَذَرٍ مِنْ مَجْلِسِ الرَّسُولِ، مِمَّا يُمَثِّلُ جُبْنَهُمْ عَنَ المُوَاجَهَةِ وَطَلَبِ الإِذْنِ. وَيُهَدِّدُ اللهُ تَعَالَى هَؤُلاءِ المُنَافِقِينَ الذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِ اللهِ، وَيَتَّبِعُونَ نَهْجاً غَيْرَ نَهْجِهِ، وَيَتَسَلَّلُونَ مِن الصَّفِّ ابْتَغِاءَ مَنْفَعَةٍ، أو اتِّقَاءَ ضَرَرٍ، وَيُحَذِّرُهُمْ مِنْ أَنْ تُصِيبَهُم فِتْنَةٌ تَخْتَلُّ فِيهَا المَوَازِينُ، وَيَضَطَرِبُ فِيهَا النَّظَامُ، فَيَخْتَلِطُ الحَقُّ بالبَاطِل، وَتَفْسُدُ أُمُورُ الجَمَاعَةِ وَحَيَاتُها، أَو يُصِيبُهم عَذَابٌ أليمٌ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ. دُعَاءَ الرَّسُول- دَعْوَتَه لَكُمْ للاجْتِمَاعِ، أو نِدَاءَكُم لَهُ. يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُم- يَخْرُجُونَ مِنهُ تَدْرِيجاً فِي خِفْيَةٍ. لِواذاً- يَسْتَتِرُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ فِي الخُرُوجِ. يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ- يُعْرِضُونَ أَوْ يَصَدُّونَ عَنْهُ. فِتْنَةٌ- بَلاءٌ وَمِحْنَةٌ فِي الدُّنْيَا. .تفسير الآية رقم (64): {السماوات} (64)- يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى أَنَّهُ مَالِكُ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ، وأَنَّهُ عَالِمُ الغَيْبِ والشَّهَادَةِ، وأنَّهُ عَالِمٌ بِمَا يَعْمَلُهُ العِبَادُ، فِي سِرِّهِمْ وَجَهْرِهِمْ، وَهُوَ عَالِمٌ بِمَا هُمْ عَلَيءه، وَمِشَاهِدٌ لَهُ، لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاءِ وَلا فِي الأَرْضِ، وَيَوْمَ يَرْجِعُ الخَلْقُ إِلى اللهِ يَوْمَ القِيَامَةِ يُخْبِرُهُم بِجَمِيعِ مَا فَعَلُوهُ فِي حَيَاتِهِمُ الدُّنْيَا. .سورة الفرقان: .تفسير الآية رقم (1): {لِلْعَالَمِينَ} (1)- يَحْمَدُ اللهُ تَعَالَى نَفْسَهُ الكَرِيمَةَ، وَيَبُارِكُهَا عَلَى إِنْزَالِهِ القُرْآنَ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ نَزَّلَ القُرآنَ فَرُقَاناً، يَفْرِقُ بَين الحَقِّ والبَاطِلِ، وَأَنْزَلَهُ تَعَالَى مُنَجَّماً شَيْئاً فَشَيْئاً، حَسَبَ مُقْتَضَيَاتِ الحَاجَةِ والضرورَاتِ لِيَكُونَ نَذِيراً للإِنْسِ والجِنِّ (العَالَمِينَ) مِنْ عَذَابٍ أليمٍ إِذَا استَمَرُّوا فِي كُفْرِهِمْ وَطُغَيَانِهِمْ. تَبَارَكَ- تَعَالَى وَتَمَجَّدَ، أو تَكَاثَرَ خَيْرُهُ. الفُرْقَانَ- القرآنَ الفاصلَ بين الحَقِّ والباطل. .تفسير الآية رقم (2): {السماوات} (2)- وَاللهُ تَعَالَى الذِي أَنْزَلَ الكِتَابَ عَلَى عَبْدِهِ محمَّدٍ، لِيَكُونَ نَذِيراً لِلعَالَمِينَ، لَهُ وَحْدَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ، وَلا شَرِيكَ لَهُ فِي ذَلِكَ، وَلَيْسَ لَهُ صَاحِبَةٌ وَلا وَلَدٌ، تَعَالَى وَتَنَزَّهَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يَقُولُه المُشْرِكُونَ، وَهُوَ خَالِقُ كُلَّ شَيء فِي الوُجُودِ وَبَارِئُهُ، وَهُوَ مَلِكُهُ وَإِلَهُهُ، وَكُلُّ شيء فِي الوُجُودِ تَحْتَ قَهْرِهِ وَتَسْخِيرِهِ وَتَقْدِيرِهِ، وَقَدْ أَوْجَدَ كُلَّ شَيءٍ بِحَسَبِ مَا اقْتَضَتْهُ إِرَادَتُهُ المَبْنِيَّةُ عَلَى الحِكَمِ البالِغَةِ، وَهَيَّأَهُ لِمَا أرادَهُ لَهُ مِنْ الخَصَائِصِ والأَفْعَالِ اللائِقَةِ بِهِ. .تفسير الآية رقم (3): {آلِهَةً} {حَيَاةً} (3)- يُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى عَنْ جَهْلِ المُشْرِكِينَ فِي اتَّخَاذِ آلِهَةٍ عبدوهَا مِنْ دُونِ اللهِ الخَالِقِ لِكُلِّ شيءٍ، المَالِكِ لأَزَمَّةِ الأمورِ، الذي ما شَاءَ كَانَ، وَمَا لَمْ يشَأْ لَمْ يَكُنْ، وَمَعَ ذَلِكَ فَإِنَّ المُشْرِكِينَ عَبَدُوا مَعهُ أصناماً لا تَقْدِرُ أَنْ تَخْلُقَ بَعُوضَةً، وَلا تَمْلِكُ لِنَفْسِها نَفْعاً وَلا ضَرّاً، فَكيْفَ تَمْلكُ مِثْلَ ذَلِكَ لِمَنْ يَعْبُدُونَها؟ وَلا تَمِلْكُ هَذِهِ الأَصْنَامُ مَوْتاً وَلا حَيَاةً، وَلا تَمْلِكُ نُشُوراً. والذي يَمْلِكُ كُلَّهُ، وَيَقْدِرُ عَلَيْهِ، هُوَ اللهُ الخَالِقُ البارِئُ، الذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَيَبْعَثُ الخَلائِقَ وَيَنْشُرُهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ. وَمَنْ مَلَكَ ذَلِكَ كَانَ هُوَ الأَحَقَّ بالعِبَادَةِ. نُشُوراً- بَعْثاً بعدَ المَوتِ فِي الآخِرَةِ. .تفسير الآية رقم (4): {افتراه} {آخَرُونَ} {جَآءُوا} (4)- وَيَقُولُ الكَافِرونَ الجَهَلَةُ اسْتِكْبَاراً وعِنَاداً، إِنَّ هَذَا القُرْآنَ الذي جاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ، إِنْ هُوَ إِلا كَذِبٌ تَقَوَلَّهُ مُحَمَّدٌ وَنَسَبه إِلَى رَبِّهِ (إِفْكٌ افْتَرَاهُ)، واسْتَعانَ عَلَى جَمْعِهِ وَوَضْعِهِ بِآخَرِينَ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ (والذي قَالَ هَذَا القولَ هُوَ أَبُو جَهْلٍ)، وَهَؤُلاءِ الكُفَّارُ الذينَ يَقُولُونَ مِثْلَ هَذَا القَوْلِ هُمُ الذينَ يَفْتَرُونَ الكَذِبَ، وَهُمْ يَعْمَلُونَ أَنَّ مَا يَقُولُونَهُ بَاطِلٌ، وَيَعْرِفُونَ أَنَّهُمْ كَاذِبُونَ فِيمَا زَعَمُوهُ. إِفْكٌ- كَذِبٌ. الافْتِرَاءُ- الاخْتِلاقُ والاخْتِرَاعُ. الزُورُ- الكَذِبُ العَظِيمُ الذي لا تُبْلغُ غَايَتُهُ. .تفسير الآية رقم (5): {أَسَاطِيرُ} (5)- وَقَالَ هَؤُلاءِ الكُفَّارُ أيضاً: إِنَّ القُرْآنَ الذي جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ، إِنْ هُوَ إِلا قِصَصُ الأوَّلِينَ (أساطِيرُ الأوَّلِينَ) وَكُتُبُهمْ اسْتَنْسَخَا مُحَمَّدٌ (اكْتَتَبَهَا)، فَهِيَ تُقْرَأُ عَلَيْهِ صَبَاحاً وَمَسَاءً (تُمْلَى عَلَيْهِ) خفْيَةً، لِيَحْفَظَهَا غُدْوَةً وَعَشيَّةً، فَلا يَقِفُ النَّاسُ عَلَى حَقِيقَةِ الحَالِ. وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى سُخْفِ عُقُولِهِمْ، فَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّ مُحَمَّداً لا يَقْرَأُ وَلا يَكْتُبُ، وَكَانَ بينَهُمْ طَوَالَ حَيَاتِهِ حَتَّى بَعَثَهُ اللهُ إِلَيْهِمْ، وَهُمْ يَعْرِفُونَ صِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ، فَمَا كَانَ لِيكْذِبَ عَلَى اللهِ وَيَدَعَ الكَذِبَ عَلَى النَّاسِ- كَمَا قَالَ هِرقلُ لأَبي سُفْيَانَ بنِ حَرْبٍ. أساطيرُ الأَوَّليِنَ- قصَصُ الأوَّلينَ المَسْطُورَةُ فِي كُتُبِهِمْ. بُكْرَةً وأصِيلاً- أَوَّلَ النَّهَارِ وآخِرَهُ- أَيْ دَائِماً. .تفسير الآية رقم (6): {السماوات} (6)- قُلْ لَهُمْ يَا مُحَمَّدُ: إِنَّ الذِي نَزَّلَ القرآنَ هُوَ اللهُ، الذي يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ، وَيَعْلَمُ السَّرَائِرَ، كما يَعْلَمُ الظَواهِرَ، وَهُوَ غَفُورٌ لِمَنِ اسْتَغْفَرَهُ وَتَابَ إِلَيْهِ، وَهُوَ تَعَالَى يَدْعُوهُمْ إِلى التَّوْبَةِ والإِقْلاعِ عَمَّا هُمْ فِيهِ، وَيَعِدُهُمْ بِالمَغْفِرَةِ إِنْ تَابُوا وأَخْلَصُوا فِي تَوْبَتِهِمْ. يَعْلَمُ السِّرَّ- يَعْلَمُ كُلَّ مَا يَغِيبُ وَيَخْفَى. .تفسير الآية رقم (7): {مَالِ هذا} (7)- وَقَالَ هَؤُلاءِ الكُفَّارُ، إِمْعاناً فِي عِنَادِهِمْ وَتَكْذِيِبِهِمْ: إِنَّ هَذَا الرَّسُولَ يَأْكُلُ الطَّعَامَ مِثْلَمَا نَأْكُلُ، وَيَشْرَبُ كَمَا نَشْرَبُ، وَيَتَجَوَّلُ فِي الأََسْوَاقِ طَلَباً لِلتَّكَسُّبِ والتِجَارَةِ، فَكَيْفَ يُرِيدُنَا أَنْ نَصَدِّقَهُ أَنَّهُ مُرْسَلٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ؟ وَهَلا أَنْزلَ اللهُ مَلَكاً مِنْ عِنْدِهِ، فَيَكُونَ شَاهِداً لَهُ عَلَى صِدْقِهِ فِيمَا يَدَّعِيهِ؟ .تفسير الآية رقم (8): {الظالمون} (8)- وَهَلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ عِلْمٌ عَنْ مَكَانِ كَنْزٍ يُنْفِقُ مِنْهُ، أو يَكُونُ لَهُ بُسْتَانٌ (جَنَّةُ) يَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهِ، وَقَالَ الكَافِرُونَ، الظالِمُونَ أنْفُسَهُمْ بِكُفْرِهِمُ: إِنَّ مُحَمَّداً رَجُلٌّ مَسْحُورٌ قَدْ أَثَّرَ فِيهِ السِّحْرُ فَهُوَ يَهْذِي وَيَخْلِطُ. وَاللهُ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُحَقِّقَ لِرَسُولِهِ جَمِيعَ مَا سَأَلُوهُ، وَقَالُوا لَهَ عَنْهُ، وَلَكِنْ، لَهُ الحِكْمَةُ فِي تَرْكِ ذَلِكَ، وَلَهُ الحُجَّةُ البالغَةُ، لأَنَّهُ إِنْ أجَابَهُمْ إِلَى مَا سَألُوا ثُمَّ استمَرُّوا عَلَى كُفْرِهِمْ وَإِنْكَارِهِمْ، دَمَّرَهُمُ اللهُ كَمَا دَمَّرَ الذين مِنْ قَبْلِهِمْ. جَنَّةٌ يَأَكُلُ مِنْهَا- بُسْتَانٌ مُثْمِرٌ يَتَعَيَّشُ مِنْهُ. رَجُلاً مَسْحُوراً- رَجُلاً غَلَبَ السِّحْرُ عَلَى عَقْلِهِ. .تفسير الآية رقم (9): {الأمثال} (9)- فَانْظُرْ يَا مُحَمَّدُ كَيفَ عَلَيْكَ، وَكَيْفَ جَاؤُوا بِمَا يَقْذِفُونَكَ بِهِ، وَيَكْذِبُونَ بِهِ عَلَيْكَ، فاخْتَرَعُوا لَكَ صِفَاتٍ وَأَحْوَالاً بَعِيدَةً كُلَّ البُعْدِ عَنْ صِفَاتِكَ التي أنت عليها (وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ ساحِرٌ وَمَجْنُونٌ وَشَاعِرٌ وَمُغفْتَرٍ...) وَكُلَّهُا بَاطِلَةٌ، فَضَلُّوا عَنْ طَرِيقِ الحقِّ والهَدَى، وَصَارُوا حَائِرينَ مُتَرَدِّدينَ لا يَهْتَدُونَ إِلى سَبِيلِ الرِّشَادِ، وَلا يَدرُونَ ما يَقُولُونَ فِيكَ. .تفسير الآية رقم (10): {جَنَّاتٍ} {الأنهار} (10)- يُبَارِكُ اللهُ تَعَالَى نَفْسَهُ الكَرِيمَةَ، وَيُنَزِّهُهَا، عَنْ شِرْكِهِمْ، وَيَقُولُ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: إشنَّهُ إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ فِي الدُّنْيَا خيراً مِمَّا يَسْأَلُونَ: جَنَاتٍ تَجْرِي فِي جَنَبَاتِها الأَنْهَارُ، وَقُصُوراً (وَكُلُّ بَيْتٍ مَبْنِي بِالحِجَارَةِ تُسَمِّيهِ قُرَيْشٌ قَصْراً)، وَلَكِنه تَعَالَى لَمْ يَشَأ ذَلِكَ، لأَنَّهُ أَرَادَ إِعْطَاءَكَ ذَلكَ فِي الدارِ الآخِرَةِ. (وَيُرْوَى أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قِيلَ لَهُ: إنْ شِئْتَ أَنْ نُعْطِيَكَ خَزَائِنَ الأَرْضِ، وَمَفَاتِيحَهَا مَا لَمْ نُعْطِ نَبِيّاً قَبْلَكَ، وَلا نُعْطِي أَحَداً بَعْدَكَ، وَلا يُنْقِصُ ذَلِكَ مِمَّا لَكَ عِنْدَ اللهِ، فَقَالَ اجْمَعُوهَا لي فِي الآخِرَةِ. فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ الآيَةَ الكَرِيمَةَ).
|