الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: العلل المتناهية في الأحاديث الواهية
بسم الله الرحمن الرحيم
.كتاب التوحيد: .باب أن الله تعالى قديم: قال المُصَنِّفُ: هَذا الحديث لا أَصلَ لَهُ. قال ابن حبانَ: عَبد الله بن جَعفر يَهِمُ فِي الأحاديث ويَأتِي بِها مَقلُوبَةً ويُخطِئُ. قال المُصَنِّفُ قُلتُ: وهَذا إِنَّما هو حديث أَبِي هُرَيرَةَ، عَن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم «إِنَّ الشَّيطانَ يَأتِي أَحَدَكُم فَيَقُولُ: مَن خَلَقَ كَذا، مَن خَلَقَ كَذا»، فَقَد خَلَطَ والِدُ ابنِ المَدِينِيِّ. .باب ذكر الاستواء على العرش: - حَدَّثنا عَلِيُّ بن عُبَيد الله الزاغُونِيُّ، قال: حَدَّثنا عَلِيُّ بن أَحمد البُسُرِيُّ، قال: أَنبَأَنا عُبَيدُ الله بن مُحَمد العُكبَرِيُّ، قال: حَدَّثنا أَحمد بن سُلَيمانَ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن عَبدِ الله الحَضرَمِيُّ، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن الحَكَمِ، وعُثمانُ، قالاَ: حَدَّثنا يَحيَى، عَن إِسرائِيلَ، عَن أَبِي إِسحاقَ، عَن عَبدِ الله بنِ خَلِيفَةَ، عَن عُمر، قال: «أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم امرَأَةٌ فَقالتِ: ادعُ اللَّهَ أَن يُدخِلَنِي الجَنَّةَ، فَعَظَّمَ الرَّبَّ وقال: إِنَّ كُرسِيَّهُ فَوقَ السَّماواتِ والأَرضِ، وإِنَّهُ يَقعُدُ عَلَيهِ، فَما يَفضُلُ مِنهُ مِقدارُ أَربَعَةِ أَصابِعَ، ثُمَّ قال بِأَصابِعِهِ فَجَمَعَها: وإِنَّ لَهُ أَطِيطًا كَأَطِيطِ الرَّحلِ الجَدِيدِ إِذا رُكِبَ». قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لا يَصِحُّ عَن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وإِسنادُهُ مُضطَرِبٌ جِدًّا، وعَبد الله بن خَلِيفَةَ لَيسَ مِنَ الصَّحابَةِ، فَيَكُونُ الحديث الأَوَّلُ مُرسَلا، وابن الحَكَمِ، وعُثمانُ لا يعرفانِ، وتارَةً يَروِيهِ ابن خَلِيفَةَ، عَن عُمر، عَن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وتارَةً يَقِفُهُ عَلَى عُمر، وتارَةً يُوقَفُ عَلَى ابنِ خَلِيفَةَ، وتارَةً يَأتِي فَما يَفضُلُ مِنهُ إِلاَّ قَدرُ أَربَعِ أَصابِعَ، وتارَةً يَأتِي فَما يَفضُلُ مِنهُ مِقدارُ أَربَعِ أَصابِعٍ، وكُلُّ هَذا تَخلِيطٌ مِنَ الرُّواةِ فَلا يُعَوَّلُ عَلَيهِ. .باب ذكر الكرسي: قال المُؤَلِّفُ: هَذا الحديث وهِمَ شُجاعُ بن مَخلَدٍ فِي رَفعِهِ، فَقَد رَواهُ أَبُو مُسلِمٍ الكَجِّيُّ، وأَحمد بن مَنصُور الرَّمادِيُّ كلاهما عَن أَبِي عاصِمٍ فَلَم يَرفَعاهُ، ورواه عبد الرحمن بن مهدي ووكيع، كلاهما عَن سُفيان فَلَم يَرفَعاهُ، بَل وقَفاهُ عَلَى ابنِ عَباسٍ وهو الصَّحِيحُ، وكان ابن عَباسٍ يُفَسِّرُ مَعنَى الكُرسِيِّ، وأَنَّهُ مَوضِعُ قَدَمَيِ الجالِسِ لِيُخرِجَهُ عَن قَولِ مَن يَقُولُ: إِنَّ الكُرسِيَّ بِمَعنَى العِلمِ، قال: الضَّحاكُ: الكُرسِيُّ الَّذِي يُوضَعُ تَحتَ العَرشِ يَضَعُ عَلَيهِ المُلُوكُ أَقدامَهُم. .باب ذكر الجهة: قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لا يَصِحُّ. قال بَعضُ الحُفاظِ: تَفرَّدَ به يَحيَى بن العَلاَءِ. قال أَحمد: هو كَذابٌ يَضَعُ الحديث. وقال يَحيَى: لَيسَ بِثِقَةٍ. وقال الفَلاسُ: مَترُوكُ الحديث. وقال ابن عَدِيٍّ: أحاديثهُ مَوضُوعاتٍ. وقال ابن حِبَّان: لا يَجُوزُ الاحتِجاجُ به، وقَد رَواهُ عَبادُ بن يَعقُوب، فَزادَ فِي إِسنادِهِ الأَحنَفَ بنَ قَيسٍ، عَن العَباسِ. قال ابن حبانَ: عَبادُ يَروِي المَناكِيرَ عَن المَشاهير فاستَحَقَّ التَّركَ. قال المُؤَلِّفُ: وقَد رُوِيَ لَنا مِن طَرِيقٍ آخَرَ عَلَى أَلفاظٍ أُخَرٍ. - أَخبرنا ابن الحُصَينِ، قال: حَدَّثنا أَبُو طالِبِ بنِ غَيلاَنَ، قال: أخبرنا أَبُو بَكرٍ مُحَمد بن عَبدِ الله الشافِعِيُّ، قال: أَخبرنا مُوسَى بن إِبراهِيم، وعَبد الله بن مُحَمد بنِ ناجِيَةَ، قالاَ: حَدَّثنا لُوَينٌ، قال: أَخبرنا الوَلِيدُ بن أَبِي ثَورٍ، عَن سِماكٍ، عَن عَبدِ الله بنِ عَمِيرَةَ، عَن الأَحنَفِ بنِ قَيسٍ، عَنِ العَباسِ، قال: «كُنتُ جالِسًا بِالبَطحاءِ فِي عِصابَةٍ، ورَسول الله صَلى الله عَليه وسَلمَ فِيها، ومَرَّت عَلَيهِم سَحابَةٌ، فَنَظَرَ إِلَيها، فَقال النَّبِيُّ صَلى الله عَليه وسَلمَ: هَل تَدرُونَ ما اسمُ هَذِهِ؟ قالُوا: نَعَم، هَذِهِ السَّحابُ، فَقال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: والمُزنُ والعَنانَةُ، ثُمَّ قال: أَتَدرُونَ ما بُعدَ ما بَينَ السَّماءِ والأَرضِ؟ قالُوا: يَعنِي لا، قال: إِنَّ بُعدَ ما بَينَهُما إِما واحِدَةٌ، وإِما ثنتانِ، وإِما ثَلاثٌ وسَبعُونَ سَنَةً، والسَّماءُ فَوقَها كَذَلِكَ، حَتَّى عَدَّ سَبعَ سَماواتٍ، ثُمَّ قال: فَوقَ السَّماءِ السابِعَةِ بَحرٌ، ما بَينَ أَسفَلِهِ وأَعلاهُ مِثلُ ما بَينَ السَّماءِ إِلَى السَّماءِ، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال، بين أظلافهن وركبهن مثل ما بين سماء إلى سماء، ثُمَّ فَوقَ ظُهُورِهِنَّ العَرشُ، بَينَ أَسفَلِهِ وأَعلاهُ مِثلُ ما بَينَ سَماءٍ إِلَى سَماءٍ، ثُمَّ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ فَوقَ ذَلِكَ». قال ابن نُمَيرٍ، ويَحيَى بن مَعِينٍ: الوَلِيدُ لَيسَ بِشيءٍ. وقال ابن نُمَيرٍ فِي رِوايَةٍ: هو كَذابٌ. وقال أَحمد، والنَّسائِي: ضَعيفٌ. .باب ذكر نفي الجهة: قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث مُنكَرٌ، رَواهُ عَن الأَعمش مُحاضِرٌ فَخالَفَ فِيهِ أَبا مُعاوِيَةَ، فَقال: عَن الأَعمش، عَن عَمرِو بنِ مُرَّةَ، عَن أَبِي نَصرٍ، وكان الأَعمَشُ يروي عَن الضُّعَفاءِ ويُدَلِّسُ. حديث آخَرُ: - أَخبرنا ابن الحُصَينِ، قال: حَدَّثنا ابن المُذهِبِ، قال: أَخبرنا أَحمد بن جَعفر، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن أَحمد، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، قال: حَدَّثنا سُرَيجٌ، قال: حَدَّثنا الحَكَمُ بن عَبدِ المَلِك، عَن قَتادَةَ، عَن الحَسَنِ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، قال: «بَينَما نَحنُ عِندَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم إِذ مَرَّت سَحابَةٌ، فَقال: أَتَدرُونَ ما هَذِهِ؟ قال: قُلنا: اللَّهُ ورَسولهُ أَعلَمُ، قال: هَذِهِ العَنانُ، هَذِهِ رَوايا الأَرضِ، يَسُوقُها اللَّهُ إِلَى قَومٍ لا يَشكُرُونَهُ، ولا يَدعُونَهُ، ثُمَّ قال: هَل تَدرُونَ ما فَوقَكُم؟ قُلنا: اللَّهُ ورَسولهُ أَعلَمُ، قال: فَإِنَّها رُفَيعُ مَوجٍ مَكفُوفٍ، وسَقفٍ مَحفُوظٍ، ثُمَّ قال: أَتَدرُونَ كَم بَينَكُم وبَينَها؟ قُلنا: اللَّهُ ورَسولهُ أَعلَمُ، قال: مَسِيرَةُ خَمسِمِائَةِ عامٍ، ثُمَّ قال: أَتَدرُونَ ما الَّذِي فَوقَها؟ قُلنا: اللَّهُ ورَسولهُ أَعلَمُ، قال: سَماءٌ أُخرَى، أَتَدرُونَ كَم بَينَكُم وبَينَها؟ قُلنا: اللَّهُ ورَسولهُ أَعلَمُ، قال: مَسِيرَةُ خَمسِمِائَةِ عامٍ، حَتَّى عَدَّ سَبعَ سَماواتٍ، ثُمَّ قال: هَل تَدرُونَ ما فَوقَ ذَلِكَ؟ قُلنا: اللَّهُ ورَسولهُ أَعلَمُ، قال: العَرشُ وبَينَهُ وبَينَ السَّماءِ السابِعَةِ مَسِيرَةُ خَمسِمِائَةِ عامٍ، ثُمَّ قال: هَل تَدرُونَ ما هَذِهِ الَّتِي تَحتَكُم؟ قالُوا: اللَّهُ ورَسولهُ أَعلَمُ، قال: فَإِنَّها الأَرضُ بَينَها وبَينَ الأَرضِ الَّتِي تَحتَها مَسِيرَةُ خَمسِمِائَةِ عامٍ، حَتَّى عَدَّ سَبعَ أَرَضِينَ، ثُمَّ قال: وايمُ الله لَو دَلَّيتُم أَحَدَكُم بِحَبلٍ إِلَى الأَرضِ السُّفلَى السابِعَةِ لَهَبِطَ عَلَى الله عَزَّ وجَلَّ، ثُمَّ قَرَأَ: {هُو الأَوَّلُ والآخِرُ والظاهِرُ وَالباطِنُ وَهُو بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ}». قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لا يَصِحُّ عَن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، والحَسن لَم يَسمَع مِن أَبِي هُرَيرَةَ، وقِيلَ لَهُ: مِن أَينَ تُحَدِّثُ هَذِهِ الأحاديث؟ فَقال: مِن كِتابٍ عِندَنا سَمِعتُهُ مِن رَجُلٍ، وكان الحَسن يَروِي عَن الضُّعَفاءِ، وقَد رَوَى هَذا الحديث أَبُو جَعفر الرازِيُّ، عَن قَتادَةَ، عَن الحَسَنِ. قال أَحمد بن حَنبَلٍ: أَبُو جَعفر مُضطَرِبُ الحديث، يَروِي أَبُو جَعفر عَن قَتادَةَ، عَن الحَسَنِ، عَن الأَحنَفِ بنِ قَيسٍ، عَن العَباسِ، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «والَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَو دَلَّيتُم أَحَدَكُم بِحَبلٍ إِلَى الأَرضِ السابِعَةِ لَقَدِمَ عَلَى رَبِّهِ عَزَّ وجَلَّ، ثُمَّ تَلا: {هو الأَوَّلُ والآخِرُ والظاهِرُ والباطِنُ}». .باب في ذكر الصورة: أَخبَرنا القزاز، قال: أخبرنا الخطيب، قال: حدثني الصوري، قال: حدثني عبد الغني بن سعيد، قال: حَدَّثنا إبراهيم بن محمد الرعيني، قال: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد الحداد يقول: سمعت أبا عبد الرحمن النسوي يقول في هذا الحديث: ومن مروان بن عثمان حتى يصدق على الله؟. وذكر أَبُو بكر الخلال في كتاب العلل، قال: أخبرني محمد بن علي، قال: حدثني مهنى، قال: سألت أبا عَبد اللهِ أحمد بن حنبل عن هذا الحديث فحول وجهه عني، قال: هذا حديث منكر، وقال: لاَ يعرف، هذا رجل مجهول، يعني مروان بن عثمان، قال: ولا يعرف أيضا عن عمارة بن عامر. حديث آخَرُ: - أَخبرنا أَبُو مَنصُور القَزازُ، قال: حَدَّثنا أَبُو بَكر بن ثابتٍ، قال: أَخبرنا عَبد المَلِك بن مُحَمد الواعِظُ، قال: حَدَّثنا عَبد الباقِي بن قانِعٍ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن عَلِي بنِ المَدِينِيِّ، قال: حَدَّثنا أَبُو داوُدَ سُليمان بن مُحَمد المُبارَكِيِّ، قال: حَدَّثنا حَمادُ بن دَلِيلٍ، قال: حَدَّثنا سُفيان الثَّورِيُّ، عَن قَيسِ بنِ مُسلِمٍ، عَن طارِقِ بنِ شِهابٍ، قال: يَعنِي حَمادَ بنَ دَلِيلٍ: وحَدَّثَنا الحَسن بن عِمارَةَ، عَن عَمرِو بنِ مُرَّةَ، عَن عَبدِ الرَّحمَن بنِ سابِطٍ، عَن أَبِي ثَعلَبَةَ الخُشَنِيِّ، عَن أَبِي عُبَيدَةَ بنِ الجَراحِ، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «رَأَيتُ رَبِّي تَعالَى فِي أَحسَنِ صُورَةٍ، فَقال: يا مُحَمد، فِيمَ يَختَصِمُ المَلأُ الأَعلَى؟ قُلتُ: لا أَدرِي، فَوَضَعَ يَدَهُ بَينَ كَتِفَيَّ حَتَّى وجَدتُ بَردَ أَنامِلِهِ، ثُمَّ قال: فِيمَ يَختَصِمُ المَلأُ الأَعلَى؟ قُلتُ: فِي الكَفَّاراتِ والدَّرَجاتِ، قال: وما الكَفَّاراتُ؟ قُلتُ: إِسباغُ الوُضُوءِ فِي السَّبَراتِ، ونَقلُ الأَقدامِ إِلَى الجُمُعاتِ، وانتِظارُ الصَّلاةِ بَعدَ الصَّلاةِ، قال: فَما الدَّرَجاتُ؟ قُلتُ: إِطعامُ الطَّعامِ، وإِفشاءُ السَّلامِ، وصَلاةُ اللَّيلِ والناسُ نِيامٌ». وَقال المُؤَلِّفُ: وقَد رَواهُ يُوسُفُ بن عَطِيَّةَ، عَن قَتادَةَ، عَن أَنَسٍ، عَن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَتانِي رَبِّي البارِحَةَ فِي مَنامِي فِي أَحسَنِ صُورَةٍ، حَتَّى وضَعَ يَدَهُ بَينَ كَتِفَيَّ فَوَجَدتُ بَردَها بَينَ ثَديَيَّ، فَعَلِمتُ كُلَّ شَيءٍ، فَقال: أَتَدرِي فِيمَ يَختَصِمُ المَلأُ الأَعلَى؟» فَذَكَرَ نَحوَهُ. - أَخبرنا عَلِيُّ بن عُبَيد الله، قال: حَدَّثنا عَلِيُّ بن أَحمد بنَ البُسُرِيُّ، قال: أَنبأنا أَبُو عَبدِ الله ابن بَطَّةَ، قال: حَدَّثنا أَبُو عَلِي إِسماعِيلُ بن العَباسِ الوَراقُ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن حَسانَ الأَزرَقُ، قال: حَدَّثنا الوَلِيدُ بن مُسلِمٍ، عَن عَبدِ الرَّحمَن بنِ زَيدُ بنِ جابِرٍ، قال: حَدَّثَنِي خالِدُ بن اللَّجلاجِ، عَن عَبدِ الرَّحمَن بنِ عائِشٍ الحَضرَمِيِّ، قال: سَمِعتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «رَأَيتُ رَبِّي تَبارَكَ وتَعالَى فِي أَحسَنِ صُورَةٍ، قال: فِيمَ يَختَصِمُ المَلأُ الأَعلَى؟ قال: قُلتُ: لا أَعلَمُ أَي رَبِّ، قال: فَوَضَعَ كَفَّهُ بَينَ كَتِفَيَّ، فَوَجَدتُ بَردَها بَينَ ثَديَيَّ، فَعَلِمتُ ما فِي السَّماواتِ والأَرضِ، ثُمَّ قال: فِيمَ يَختَصِمُ المَلأُ الأَعلَى يا مُحَمد؟ قُلتُ: فِي الكَفَّاراتِ، قال: وما هَذِهِ؟ قُلتُ: المَشيُ إِلَى الجَماعاتِ، والجُلُوسُ فِي المَساجِدِ، وانتِظارُ الصَّلاةِ، وإِسباغُ الوُضُوءِ عَلَى المَكارِهِ، قال: فَمَن يَفعَل ذَلِكَ يَعِيش بِخَيرٍ، ويَمِيت بِخَيرٍ، ويَكُون مِن خَطِيئَتِهِ كَيَومِ ولَدَتهُ أُمُّهُ». - أَخبرنا ابن الحُصَينِ، قال: أَخبرنا ابن المُذهِبِ، قال: حَدَّثنا أَحمد بن جَعفر، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن أَحمد، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، قال: حَدَّثنا أَبُو عامِرٍ، قال: حَدَّثنا زُهَيرٌ، عَن يَزِيدَ، عَن خالِدِ بنِ اللَّجلاجِ، عَن عَبدِ الرَّحمَن بنِ عائِشٍ، عَن بَعضِ أَصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، «أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَيهِم ذاتَ غَداةٍ وهو طَيِّبُ النَّفسِ، مُسفِرُ الوَجهِ، أَو مُشرِقُ الوَجهِ، فَقُلنا: يا رَسُولَ الله، إِنا نَراكَ طَيِّبَ النَّفسِ، مُسفِرَ الوَجهِ، أَو مُشرِقَ الوَجهِ، فَقال: وما يَمنَعُنِي وأَتانِي رَبِّي اللَّيلَةَ فِي أَحسَنِ صُورَةٍ، فَقال: يا مُحَمد، قُلتُ: لَبَّيكَ رَبِّي وسَعدَيكَ، فَقال: فِيمَ يَختَصِمُ المَلأُ الأَعلَى؟ قُلتُ: لا أَدرِي أَي رَبِّ، قال ذَلِكَ مَرَّتَينِ أَو ثَلاثًا، قال: فَوَضَعَ كَفَّهُ بَينَ كَتِفَيَّ، فَوَجَدتُ بَردَها بَينَ ثَديَيَّ، حَتَّى تَجَلَّى لِي ما فِي السَّماواتِ والأَرضِ، ثُمَّ تَلا الآيَةَ: {وكَذَلِكَ نُرِي إِبراهِيم مَلَكُوتَ السَّماواتِ والأَرضِ} الآيَةَ، قال: يا مُحَمد، فِيمَ يَختَصِمُ المَلأُ الأَعلَى؟ قال: قُلتُ: فِي الكَفَّاراتِ والدَّرَجاتِ، قال: وما الكَفَّاراتُ؟ قُلتُ: المَشيُ عَلَى الأَقدامِ إِلَى الجَماعاتِ، والجُلُوسُ فِي المَسجِدِ خِلافَ الصَّلاةِ، وإِبلاغُ الوُضُوءِ فِي المَكارِهِ، قال: مَن فَعَلَ ذَلِكَ عاشَ بِخَيرٍ، وماتَ بِخَيرٍ، وكان مِن خَطِيئَتِهِ كَيَومِ ولَدَتهُ أُمُّهُ، ومِنَ الدَّرَجاتِ طَيِّبُ الكَلامِ، وبَذلُ السَّلامِ، وإِطعامُ الطَّعامِ، وصَلاةُ اللَّيلِ والناسُ نِيامٌ، فَقال: يا مُحَمد، إِذا صَلَّيتَ فَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ الطَّيِّباتِ، وتَركَ المُنكَراتِ، وحُبَّ المَساكِينِ، وأَن تَتُوبَ عَلَيَّ، وإِذا أَرَدتَ فِتنَةً فِي الناسِ فَتَوَفَّنِي غَيرَ مَفتُونٍ». - قال أَحمد: وحَدَّثَنا أَبُو سَعِيدٍ، مَولَى بَنِي هاشِمٍ، قال: حَدَّثنا جَهضَمٌ، يَعنِي اليَمامِيَّ، قال: حَدَّثنا يَحيَى، يَعنِي ابنَ أَبِي كَثِيرٍ، قال: حَدَّثنا زَيدٌ، يَعنِي ابنَ أَبِي سَلامٍ، عَن أَبِي سَلامٍ، وهو زَيدُ بن سَلامِ بنِ أَبِي سَلامٍ، نَسَبَهُ إِلَى جَدِّهِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَبد الرَّحمَن بن عائِشٍ الحَضرَمِيُّ، عَن مالِكِ بنِ يُخامِرَ، أَنَّ مُعاذَ بنَ جَبَلٍ، قال: «احتَبَسَ عَلَينا رَسول الله صلى الله عليه وسلم ذاتَ غَداةٍ عَن صَلاةِ الصُّبحِ، حَتَّى كِدنا نَرَى قَرنَ الشَّمسِ، فَخَرَجَ رَسول الله صلى الله عليه وسلم سَرِيعًا، فَثَوَّبَ بِالصَّلاةِ، وصَلَّى، وتَجَوَّزَ فِي صَلاتِهِ، فَلَما سَلَّمَ قال: كَما أَنتُم عَلَى مَصافِّكُم، ثُمَّ أَقبَلَ إِلَينا، فَقال: إِنِّي سَأُحَدِّثُكُم ما حَبَسَنِي عَنكُمُ الغَداةَ، إِنِّي قُمتُ مِنَ اللَّيلِ، فَصَلَّيتُ ما قُدِّرَ لِي، فَنَعَستُ فِي صَلاتِي حَتَّى استَيقَظتُ، فَإِذا أَنا بِرَبِّي عَزَّ وجَلَّ فِي أَحسَنِ صُورَةٍ، فَقال: يا مُحَمد، أَتَدرِي فِيمَ يَختَصِمُ المَلأُ الأَعلَى؟ قُلتُ: لا أَدرِي يا رَبِّ، فَرَأَيتُهُ وضَعَ كَفَّهُ بَينَ كَتِفَيَّ، حَتَّى وجَدتُ بَردَ أَنامِلِهِ بَينَ صَدرِي، فَتَجَلَّى لِي كُلُّ شَيءٍ وعَرَفتُ، فَقال: يا مُحَمد، فِيمَ يَختَصِمُ المَلأُ الأَعلَى؟ قُلتُ: فِي الكَفَّاراتِ»، فَذَكَرَ نَحوَ ما تَقَدَّمَ. قال المُؤَلِّفُ: أَصلُ هَذا الحديث وطُرُقُهُ مُضطَرِبَةٌ. قال الدارقُطني: كُلُّ أَسانِيدِهِ مُضطَرِبَةٌ لَيسَ فِيها صَحِيحٌ، قال: وقَد رَواهُ عَن أَنَسٍ، ورَوَى عَن قَتادَةَ، عَن أَبِي قِلابَةَ، عَن خالِدِ بنِ اللَّجلاجِ، عَن ابنِ عَباسٍ، وهو غَلَطٌ، والمَحفُوظُ أَنَّ خالِدَ بنَ اللَّجلاجِ رَواهُ عَن عَبدِ الرَّحمَن بنِ عائِشٍ، وعَبد الرَّحمَن لَم يَسمَعهُ مِن رَسُولِ الله صَلى الله عَليه وسَلمَ، إِنَّما رَواهُ عَن مالِكِ بنِ يُخامِرَ، عَن مُعاذٍ. قال أَبُو بَكرٍ البَيهَقِيُّ: قَد رُوِيَ مِن أَوجُهٍ كُلُّها ضِعافٌ. وَقَد رُوِيَ مِن حديث أَبِي هُرَيرَةَ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَتانِي رَبِّي فِي أَحسَنِ صُورَةٍ، فَقال: فِيمَ يَختَصِمُ المَلأُ الأَعلَى؟ قُلتُ: لا أَدرِي، فَوَضَعَ كَفَّهُ بَينَ كَتِفَيَّ، فَوَجَدتُ بَردَها». قال المُؤَلِّفُ، قُلتُ: وحديث قَتادَةَ، عَن أَنَسٍ، رَواهُ يُوسُفُ بن عَطِيَّةَ السَّعدِيُّ، عَن قَتادَةَ، عَن أَنَسٍ، عَن رَسُولِ الله صَلى الله عَليه وسَلمَ، قال: «أَتانِي رَبِّي البارِحَةَ فِي مَنامِي فِي أَحسَنِ صُورَةٍ، حَتَّى وضَعَ يَدَهُ بَينَ كَتِفَيَّ». قال النَّسائِي: يُوسُفُ مَترُوكٌ، وثَمَّ آخَرُ اسمُهُ يُوسُفُ بن عَطِيَّةَ، كَذابٌ. قال المُؤَلِّفُ، قُلتُ: قَد رَواهُ أَحمد فِي مُسنَدِهِ بِإِسنادٍ حَسَنٍ. - أَخبرنا ابن الحُصَينِ، قال: أَخبرنا ابن المُذهِبِ، قال: أَخبرنا أَحمد بن جَعفر، قال: حَدَّثنا عَبد الله بن أَحمد بنِ حَنبَلٍ، قال: حَدَّثَنِي أَبِي، قال: حَدَّثنا عَبد الرَّزاقِ، قال: حَدَّثنا مَعمَرٌ، عَن أَيُّوبَ، عَن أَبِي قِلابَةَ، عَنِ ابنِ عَباسٍ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «أَتانِي رَبِّي اللَّيلَةَ فِي أَحسَنِ صُورَةٍ، أَحسَبُهُ يَعنِي فِي النَّومِ، فَقال: يا مُحَمد، هَل تَدرِي فِيمَ يَختَصِمُ المَلأُ الأَعلَى؟ قال: قُلتُ: لا أَدرِي، قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: فَوَضَعَ يَدَهُ بَينَ كَتِفَيَّ حَتَّى وجَدتُ بَردَها بَينَ ثَديَيَّ، أَو قال: نَحرِي، فَعَلِمتُ ما فِي السَّماواتِ وما فِي الأَرضِ، ثُمَّ قال: يا مُحَمد، هَل تَدرِي فِيمَ يَختَصِمُ المَلأُ الأَعلَى؟ قال: قُلتُ: نَعَم، يَختَصِمُونَ فِي الكَفَّاراتِ والدَّرَجاتِ، قال: وما الكَفَّاراتُ والدَّرَجاتُ؟ قال: المُكثُ فِي المَساجِدِ بَعدَ الصَّلاةِ، والمَشيُ عَلَى الأَقدامِ إِلَى الجَماعاتِ، وإِبلاغُ الوُضُوءِ فِي المَكارِهِ، ومَن فَعَلَ ذَلِكَ عاشَ بِخَيرٍ، وماتَ بِخَيرٍ، وكان مِن خَطِيئَتِهِ كَيَومِ ولَدَتهُ أُمُّهُ، وقال: قُل يا مُحَمد إِذا صَلَّيتَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِفِعلِ الخَيراتِ، وحُبِّ المَساكِينِ، وإِذا أَرَدتَ بِعِبادِكَ فِتنَةً أَن تَقبِضَنِي إِلَيكَ غَيرَ مَفتُونٍ، قال: وما الدَّرَجاتُ؟ قال: بَذلُ الطَّعامِ، وإِفشاءُ السَّلامِ، والصَّلاةُ بِاللَّيلِ والناسُ نِيامٌ». حديث آخَرُ: - أَخبرنا القَزازُ، قال: حَدَّثنا أَبُو بَكرٍ الخَطِيبُ، قال: أَخبرنا الحُسَينُ بن شُجاعٍ الصُّوفِيُّ، قال: أَخبرنا عُمر بن جَعفَرِ بنِ مُحَمد بنِ سَلمٍ، قال: حَدَّثنا أَبُو حَفصَ عُمر بن فَيرُوزٍ، قال: حَدَّثنا عَبد الصَّمد بن كَيسانَ، عَن حَمادِ بنِ سَلَمَةَ، عَن قَتادَةَ، عَن عِكرِمَةَ، عَن ابنِ عَباسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «رَأَيتُ رَبِّي تَعالَى فِي صُورَةِ شابٍّ أَمرَدٍ عَلَيهِ حُلَّةٌ حَمراءُ». طريقٌ آخَرُ: - أَنبَأَنا إِسماعِيلُ بن أَحمد، قال: حَدَّثنا إِسماعِيلُ بن مَسعدَةَ، قال: أَخبرنا حَمزَةُ بن يُوسُفَ، قال: أَخبرنا أَبُو أَحمد ابن عَدِيٍّ، قال: حَدَّثنا أَبُو العَباسِ الأَصَمُّ، قال: حَدَّثنا الحَسن بن عَلِي بنِ عاصِمٍ، قال: حَدَّثنا إِبراهيم بن أَبِي سُوَيدٍ، قال: حَدَّثنا حَمادُ بن سَلَمَةَ، عَن قَتادَةَ، عَن عِكرِمَةَ، عَن ابنِ عَباسٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «رَأَيتُ رَبِّي جَعدًا أَمرَدَ عَلَيهِ حُلَّةٌ خَضراءُ». - قال ابن عدي: وحَدَّثَنا عَبد اللهِ بن عبد الحميد الواسطي، قال: حدثنا النضر بن سلمة، شاذان، قال: حدثنا أسود بن عامر، عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ «أن محمد رأى ربه تعالى في صورة شاب أمرد، من دونه ستر من لؤلؤ، قدميه أو قال: رجليه في خضرة». - قال ابن عَدِيٍّ، حدثَنا ابن أَبِي سُفيان المَوصِلِيُّ، وابن شَهرِيارَ، قالاَ: حَدَّثنا مُحَمد بن رِزقِ الله، قال: حَدَّثنا الأَسوَدُ بن عامِرٍ، قال: حَدَّثنا حَمادُ بن سَلَمَةَ، عَن قَتادَةَ، عَن عِكرِمَةَ، عَنِ ابنِ عَباسٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «رَأَيتُ رَبِّي فِي أَحسَنِ صُورَةِ شابٍّ أَمرَدٍ جَعدٍ عَلَيهِ حُلَّةٌ خَضراءُ». قال المُؤَلِّفُ: هَذا الحديث لا يَثبُتُ، وطُرُقُهُ كُلُّها عَلَى حَمادِ بنِ سَلَمَةَ. قال ابن عَدِيٍّ: قَد قِيلَ: إِنَّ ابنَ أَبِي العَوجاءِ كان رَبِيبَ حَمادٍ، فَكان يَدُسُّ فِي كُتُبه هَذِهِ الأحاديث. حديث آخَرُ: - أَخبرنا أَبُو مَنصُور ابن خَيرُونَ، والقَزازُ، قالاَ: أَخبرنا عَبد الصَّمد بن المَأمُونِ، قال: أَخبرنا الدارقُطني، قال: حَدَّثنا أَبُو بَكرٍ أَحمد بن عِيسَى بنِ عَلِي الخَواصُ، قال: حَدَّثنا سُفيان بن زِيادِ بنِ آدَمَ، قال: حَدَّثنا أَبُو رَبِيعَةَ فَهدُ بن عَوفٍ، قال: حَدَّثنا حَمادُ بن سَلَمَةَ، عَن ثابتٍ، عَن أَنَسٍ، قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «رَأَيتُ رَبِّي فِي أَحسَنِ صُورَةٍ». قال الدارقُطني: تَفرَّدَ به فَهدٌ، ولَم يَروِهِ غَيرُ سُفيان، وقَد تَكَلَّمنا فِيما يَروِي حَمادُ بن سَلَمَةَ. وأَما فَهدُ بن عَوفٍ: فَقال عَلِيُّ بن المَدِينِيِّ: هو كَذابٌ. .حديث في الرؤية: قال المُصَنِّفُ: هذا حديث لاَ يَصِحُّ، تفرد به محمد بن إسحاق، وقد كذبه مالك وهشام بن عروة. .باب في النزول: قال المُؤَلِّفُ: هَذا الحديث مِن عَمَلِ زِيادَةَ بنِ مُحَمد، لَم يُتابِعهُ عَلَيهِ أَحَدٌ. قال البُخاريّ: هو مُنكر الحديث. وقال ابن حِبَّان: هو مُنكر الحديث جِدًّا، يَروِي المَناكِيرَ عَن المَشاهير فاستَحَقَّ التَّركَ. .باب استحالة النوم على الله عَز وجلَّ: - أَخبرنا أَبُو مَنصُور عَبد الرَّحمَن بن مُحَمد، قال: حَدَّثنا أَبُو بَكرٍ أَحمد بن عَلِي الخَطِيبُ، قال: أَخبرنا إِبراهيم بن مَخلَدٍ، قال: حَدَّثنا أَبُو عَبدِ الله مُحَمد بن أَحمد بنِ إِبراهِيم الحُكَيمِيُّ، قال: حَدَّثنا مُحَمد بن إِسحاقَ الصاغانِيُّ، قال: أَخبَرَنِي يَحيَى بن مَعِينٍ، قال: حَدَّثنا هِشامُ بن يُوسُفَ، عَن أُمَيَّةَ بنِ شِبلٍ، قال: أَخبَرَنِي الحَكَمُ بن أَبانَ، عَن عِكرِمَةَ، عَن أَبِي هُرَيرَةَ، قال: «سَمِعتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَحكِي عَن مُوسَى عَلَيهِ السَّلامُ عَلَى المِنبَرِ، قال: وقَعَ فِي نَفسِ مُوسَى عَلَيهِ السَّلامُ، هَل يَنامُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ؟ فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَيهِ مَلَكًا فَأَرَّقَهُ ثَلاثًا، ثُمَّ أَعطاهُ قارُورَتَينِ، وأَمَرَهُ أَن يَحتَفِظَ بهما، قال: فَجَعَلَ يَنامُ، تَكادُ يَداهُ تَلتَقِيانِ، ثُمَّ يَستَيقِظُ فَيُنَحِّي أَحَدَهُما عَن الأُخرَى، حَتَّى نامَ نَومَةً فاصطَفَقَت يَداهُ، فانكَسَرَتِ القارُورَتانِ، قال: ضَرَبَ اللَّهُ لَهُ مَثَلا، أَنَّ اللَّهَ لَو كان يَنامُ لَم تَستَمسِكِ السَّماءُ والأَرضُ». قال الخَطِيبُ: هَكَذا رَواهُ أُمَيَّةُ بن شِبلٍ، عَن الحَكَمِ بنِ أَبانَ، مَوصُولا مَرفُوعًا، وخالَفَهُ مَعمَرُ بن راشِدٍ فَرَواهُ عَن الحَكَمِ، عَن عِكرِمَةَ، قَولُهُ لَم يَذكُر فِيهِ النَّبِيَّ صَلى الله عَليه وسَلمَ ولا أَبا هُرَيرَةَ. قال الدارقُطني: يَقُولُ به الحَكَمُ بن أَبانَ، عَن عِكرِمَةَ، وتَفَرَدَّ به أُمَيَّةُ، عَن الحَكَمِ، وتَفرَّدَ هِشامٌ، عَن أُمَيَّةَ. قال المُصَنِّفُ قُلتُ: ولا يَثبُتُ هَذا الحديث عَن رَسِولِ الله صَلى الله عَليه وسَلمَ وغَلَطَ مَن رَفَعَهُ، والظاهِرُ أَنَّ عِكرِمَةَ رَأَى هَذا فِي كُتُبِ اليَهُودِ فَرَواهُ، فَما يَزالُ عِكرِمَةُ يَذكُرُ عَنهُم أَشياءَ لا يَجُوزُ أَن يَخفَى هَذا عَلَى نَبِيِّ الله عَزَّ وجَلَّ، وقَد رَوَى عَبد الله بن أَحمد بنِ حَنبَلٍ فِي كِتابِ السُّنَّةِ، عَن سَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ، قال: إِنَّ بَنِي إِسرائِيلَ قالُوا لِمُوسَى عَلَيهِ السَّلامُ: هَل يَنامُ رَبُّنا؟ وهَذا هو الصَّحِيحُ، فَإِنَّ القَومَ كانُوا جُهالا بِالله عَزَّ وجَلَّ. .حديث في قوله تعالى: {كل يوم هو في شأن}: قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لا يَصِحُّ. قال ابن عَدِيٍّ: عَبد الرَّحمَن بن يَحيَى يُحَدِّثُ بِالمَناكير. قال الدارقُطني: وقَد رُوِيَ مَوقُوفًا وهو الصَّوابُ. .كتاب الإيمان: .باب دفع لاَ إله إلاَّ الله عن قائلها: قال المُصَنِّفُ: هَذا حديث لا يَصِحُّ عَن رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، وعَبد الله بن مُحَمد بنِ عَجلاَنَ مُنكر الحديث، ولَم يُتابَع عَلَى هَذا الحديث. وقال أَبُو حاتم ابن حبانَ: لا يَحِلُّ كَتبُ حديثهِ إِلاَّ عَلَى جِهَةِ التَّعَجُّبِ. وَقال المُصَنِّفُ قُلتُ: وإِنَّما يُروَى نَحوُ هَذا عَن الحَسَنِ، أَنَّهُ قال: لا تَزالُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تَرُدُّ غَضَبَ الله عَن العِبادِ ما لَم يَنالُوا ما نَقَصَ مِن دِينِهِم، إِذا سَلَمَت لَهُم دُنياهُم، فَإِذا فَعَلُوا ذَلِكَ، وقالُوا: لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، قِيلَ: كَذَبتُم. .باب تدبير الخلق بما يصلح الإيمان: طَرِيقٌ آخَرُ: - أَخبرنا مُحَمد بن أَبِي طاهِرٍ البَزازُ، قال: أَخبرنا أَبُو مُحَمد الجَوهَرِيُّ، قال: أَخبرنا أَبُو حَفصٍ عُمر بن عَلِي الناقِدُ، قال: حَدَّثنا أَحمد بن الحَسَنِ بنِ عَبدِ الجَبارِ، قال: حَدَّثنا الحَكَمُ بن مُوسَى، قال: حَدَّثنا أَبُو عَبدِ المَلِك الخُشَنِيُّ بن يَحيَى، عَن صَدَقَةَ، عَن هِشامٍ الكِنانِيِّ، عَن أَنَسِ بنِ مالِكٍ، عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، «عَن جِبرِيلَ عَلَيهِ السَّلاَمُ، عَن رَبِّهِ عَزَّ وجَلَّ، قال: مَن أَهانَ لِي ولِيًّا فَقَد بارَزَنِي بِالمُحارَبَةِ، ما تَرَدَّدتُ فِي شَيءٍ أَنا فاعِلُهُ ما تَرَدَّدتُ فِي قَبضِ نَفسِ مُؤمِنٍ أَكرَهُ مَسأَلَتَهُ، ولا بُدَّ لَهُ، ومِن عِبادِي المُؤمِنِينَ مَن يُرِيدُ بابا مِنَ العِبادَةِ فَأَكُفُّهُ عَنهُ لا يَدخُلُهُ عُجبٌ فَيُفسِدَهُ ذَلِكَ، وما تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبدِي بِمِثلِ ما افتَرَضتُ عَلَيهِ وما يَزالُ عَبدِي يَتَنَفَّلُ حَتَّى أُحِبَّهُ، ومَن أَحبَبتُهُ كُنتُ لَهُ سَمعًا وبَصَرًا ويَدًا ومُؤَيِّدًا، دَعانِي فَأَجَبتُهُ، وسَأَلَنِي فَأَعطَيتُهُ، ونَصَحَ لِي فَنَصَحتُ لَهُ، وإِنَّ مِن عِبادِي المُؤمِنِينَ مَن لا يصلِحُ إِيمانَهُ إِلاَّ الغِنَى، ولَو أَفقَرتُهُ لأَفسَدَهُ ذَلِكَ، وإِنَّ مِن عِبادِي المُؤمِنِينَ مَن لا يُصلِحُ إِيمانَهُ إِلاَّ الفَقرُ فَلَو بَسَطتُ لَهُ أَفسَدَهُ ذَلِكَ، وإِنَّ مِن عِبادِي المُؤمِنِينَ مَنْ لا يُصلِحُ إِيمانَهُ إِلاَّ الصِّحَّةُ ولَو أَسقَمتُهُ لأَفسَدَهُ ذَلِكَ، وإِنَّ مِن عِبادِي المُؤمِنِينَ مَن لا يُصلِحُ إِيمانَهُ إِلاَّ السُّقمُ ولَو أَصحَحتُهُ لأَفسَدَهُ ذَلِكَ، إِنِّي أُدَبِّرُ عِبادِي بِقُلُوبهم، إِنِّي عَلَيهِم خَبِيرٌ». قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لا يَصِحُّ، أَما الطَّرِيقُ الأَوَّلُ: فَفِيهِ يَحيَى بن عِيسَى الرَّملِيُّ. قال يَحيَى: ما هو بِشيءٍ. وقال ابن حِبَّان: ساءَ حِفظُهُ فَكَثُرَ وهمُهُ فَبَطُلَ الاحتِجاجُ به. وأَما الطَّرِيقُ الثانِي: فَفِيهِ الخُشَنِيُّ. قال يَحيَى بن مَعِينٍ: لَيسَ بِشيءٍ. قال الدارقُطني: مَترُوكٌ، وصَدَقَةٌ، فَمَجرُوحٌ. .باب في سعة الكرم: قال المُصَنِّفُ: هَذا حديث لا يَصِحُّ. قال ابن حبانَ: تَمامٌ يَروِي أَشياءَ مَوضُوعَةً عَن الثِّقاتِ كَأَنَّهُ المُتعَمِّدُ لَها. قال ابن عَدِيٍّ: لَيسَ بِثِقَةٍ. .كتاب المبتدأ: .باب في ذكر الشمس والقمر: قال المُصَنِّفُ: لا يَروِيهِ غَيرُ مَسلَمَةَ. قال يَحيَى: لَيسَ بِشيءٍ. وقال النَّسائِي: مَترُوكٌ. حديث آخَرُ: - أَنبأنا ابن خَيرُونَ، قال: أَنبَأَنا الجَوهَرِيُّ، عَن الدارَقُطنِيِّ، عَن أَبِي حاتِمٍ البَستِيِّ، قال: حَدَّثنا القَطانُ، قال: حَدَّثنا عُمر بن يَزِيدَ السَّيارِيُّ، قال: حَدَّثنا دُرُستُ بن زِيادٍ، قال: حَدَّثنا يَزِيدُ الرَّقاشِيُّ، عَن أَنَسِ بنِ مالِكٍ قال: قال رَسول الله صلى الله عليه وسلم: «الشَّمسُ والقَمَرُ ثَورانِ عَقِيرانِ فِي النارِ». قال المُؤَلِّفُ: يَزِيدُ لَيسَ بِشيءٍ. قال ابن حبانَ: دُرُستُ مُنكر الحديث، لا يَحِلُّ الاحتِجاجُ به. .باب ذكر كلام أهل السماوات: قال المُؤَلِّفُ: هَذا حديث لا يَصِحُّ، فَأَما داوُدُ فَقال الدارقُطني: مُنكر الحديث. وقال النَّسائِي: والنَّواءُ ضَعيفٌ. وقال ابن عَدِيٍّ: كان غالِيًا فِي التَّشَيُّعِ. .حديث في فضل بني آدم على الملائكة: قال المُصَنِّفُ: هَذا حديث لا يَصِحُّ، وكان الحُمَيدِيُّ يَتَكَلَّمُ فِي عَبدِ المَجِيدِ. وقال ابن حِبَّان: يَقلِبُ الأَخبارَ ويَروِي المُنكَراتِ عَن المَشاهير، فاستَحَقَّ التَّركَ. قال الدارقُطني: وقَد رَواهُ سُرَيجُ بن يُونُسَ، عَن عَبدِ المَجِيدِ فَوَقَفَهُ، والمَوقُوفُ أَصَحُّ. |