الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)
.فصل في أوجاع الأسنان: وقد يعسر على كثير من المتألمين في أسنانهم الوجعة التمييز بينها. وأنواع علاجها مختلفة. وأسباب أوجاع الأسنان: إما سوء مزاج ساذج من برد أو حرّ أو جفاف لعدم الغذاء كما في المشايخ دون الرطب على ما علم في موضعه أو مع مادة أو ريح. والمادة إما أن توجع بالكثرة أو بالغلظ أو بالحدّة. وقد تكون المادة مورمة للسنّ نفسها وقد تكون مؤكلة وربما ولدت دوداً. ومبدأ المادة إما من المعدة أو من الرأس أو من الموضعين جميعاً وإن كان البدن كله ممتلئاً من تلك العادة فإن المجرى من البدن إلى الأسنان من هذين الطريقين. وقد توجع الأسنان في الحميات الحادة على سبيل المشاركة في سوء المزاج. وإذا حدث تحت المتكل من الأسنان وجع وضربان ففي أصله فضل لم تنضج فيعالج الوجع والورم ثم ليقلع. العلامات: يجب أن تتأمل فتنظر هل مع وجع السن مرض في اللثة أو في نواحيها فإن وجدت ورماً في اللثة حدست وحكمت أنه ربما لم يكن السبب في نفس السن وكذلك إن كان الغمز على نفس اللثة يؤلم. وإن لم تجد ورماً في اللثة فالسبب إما في نفس السن وإما في العصب الذي في أصله. فإن أحسست ورماً في السن أو تأكلاً فالسبب في جوهره. وكذلك إذا أحسست الألم يمتد طول السن. وإما إن لم تحس ألماً إلا في الغور فالسبب في العصبة التي في أصله وخصوصاً إذا وجدت وجَعاً فاضياً في العمور أو في الفك وأحسست كالضرس. وأنت تستدل على الأمزجة الحارة والباردة بما عملته وعلى اليابس بضمور السن وقلقه وعلى الريح بانتقال الوجع الممدد وعلى الخلط الغليظ برسوخ الوجع من غير حرارة وبرودة ظاهرتين جداً وعلى الخلط الحار الدموي أو الصفراوي بسرعة التأذي بما يوجع وبغرز يكون في الوجع وتغير لون إلى مشاكلة الخلط وحرارة حادة عند اللمس. ويعرف أن مبدأ الخلط من الدماغ أو من المعدة بما يجد في أحدهما أو كليهما من الامتلاء وإذا كان سبب الوجع في اللثة لم يغن القلع ولم يحتج إليه. وإذا كان في السنّ زال الوجع بالقلع وإذا كان في العصبة فربما زال بالقلع وربما لم يزل وإنما يزول بسبب وجدان المادة التي تطلب الطيعة أو المواء تحليلها مكاناً واسعاً تندفع فيه بعدما كانت مخنوقة محبوسة في السن. المعالجات: أما إن كان الوجع بمشاركة عضو فابدأ بتنقية العضو المشارك بفصد أو بإسهال بمثل الأيارج وشحم الحنظل أو بمثل السقمونيا أو بمثل النقوعات أو بالغرافرات المنقية للرأس إن كان السبب في الرأس. وأما إذا كان هناك ورم محسوس في اللثة والعمور فيجب أن تبدأ بالفصد في الإسهال بحسب القوة والشرائط وأن تمسك في الابتداء في جميعها المبردات من العصارات والسلاقات ونحوها في الفخ مقواة بالكافور من غير إفراط في القبض وكثيراً ما يكفي الاقتصار على دهن الورد والمصطكي أو على زيت الأنفاق أو على مثل دهن الآس وينفع من ذلك أن يؤخذ نبيذ عتيق ودهن ورد خام يطبخ نبيذ الزبيب فيه طبخاً جيداً ويمسك في الفم ثم بعد ذلك يتمزج إلى المحللات المنضجة ويتوقّى أن يسيل من القوية منها شيء إلى الجوف ويتدرج أيضاً إلى استفراغ من نفس العضو بأن يرسل على أصول الأسنان العلق أو يفصد كعرق الذي تحت اللسان أو يحجم تحت اللحية بشرط. وإذا اشتد الوجع فيجب أن يلصق على أصل السن عاقرقرحا مع كافور ويعيدهما كلّما انحلا وإن زادت الشدة من الوجع احتيج كثيراً إلى استعمال أفيون مع دهن الورد. وكلما وجد عن ذلك محيص فتركه أولى بل يجب أن يستعمل بالإنضاج وأما إذا كان السبب في نفس السن أو في العصبة ولم يكن مادة بل سوء مزاج عولج مما يضاده من الأدوية السنية المعلومة. فإن كان سبب سوء مزاجه وضعفه عضا على حار تمضمض بدهن بارد المزاج مفتر ثم تصيره بارداً بالفعل. وإن كان سبب سوء مزاجه عضاً على بارد استعمل بدل ذلك من الأدهان الحارة مثل دهن النادرين ودهن البان وعضّ على صفرة البيض المشوية الحارة أو على خبز حار. وقد ينفع التدبير أن في كل الأصناف لسوء المزاجين المذكورين. وأما إذا كان السبب الساذج يبساً فينفع منه أن يدلك بمثل الزبد وشحم البط وإن كان مع مادة أي مادة كانت حارة أو غليظةً أو كثيرة وجب أن يستفرغ بحسبها ويجب أن تبدأ في الابتداء بما يبرد ويردع في جميع ذلك وإن كان ذلك في المادة الحارة أزيد وجوباً وفي الغليظة أقلّ. ومن الأشياء القوية الردع وخصوصاً في المواد الباردة الشبّ المحرق والمطفئ بالخل مع مثله ملح يسحقان جيداً ثم يستعملان ثم يتمضمض بعدهم بالخمر. ومما يصلح للردع العفص بالخل فإن كانت المادة حارة عولجت بالعصارات المبردة ودبر في تعديلها فإن لم ينجع ذلك دبر إما في تحليلها وإما في تحديرها وإن كانت المادة غليظة أو كثيرة دبر بعدما ذكرناه من علام الابتداء بالتحليل أيضاً والأولى أن يكون في المضمضة بالخل ودهن الورد فإنه ربما جذب الخل الرطوبات الأصلية بعد الفضول وربما أحتجت أنتجمع إلى المحلّلات أدوية قوابض لأن العضو يابس. وأما إن كان السبب ريحاً فالعلاج المحللات التي تذكر وخصوصاً السكبينج وحب الحرمل والقنّة. .فصل في الأدوية المحلّلة المستعملة في أوجاع الأسنان المحتاجة إلى التحليل: وللوجع الضرباني طبخ العفص الفج بالخل أو عنب الثعلب بالخل وطبيخ البنج بالخلّ أو قرن الأيل المحرق مطبوخاً بالخلّ العنصلي أو مسحوقاً مجعولاً في سكنجبين ومنها غرغرات بمثل ما ذكرنا من المضمضات ومن ذلك أن يطبخ الزبيب الجبلي والثوم في الماء ويتغرغر به ويترك الفم مفتوحاً ليسيل لعاب كثير. ومنها مضوغات تتخذ من الأدوية المذكورة وأمثالها من ذلك: أن يؤخذ فوتنج جبلي وعاقرقرحا وفلفل أبيض ومر ويعجن بلحم الزبيب وببندق ويمضغ منه بندقة بندقة. ومنها لطرخات وأطلية ونضوخات وأضمدة تتخذ من الأدوية المحللة المعروفة وتجمع بما له قوام مثل عسل أو قطران أو شيء محلول في الماء ينحل به أو عجناً بالماء وحده أو يؤخذ كرنب بحضض ويطلى أو يؤخذ للضربان خردل مسحوق ويوضع على أصل السن. ومما جرّب أن يؤخذ لبّ نوى الخوخ ونصفه فلفل يعجن بقطران ويدلك بالسنّ أو يلصق عليه أو يلطخ بالترياق وحده أو الحلتيت وحده أو الشجرنا أو أراسطنحان أو سورطنحان أو شونيز مسحوقاً معجوناً بزيت يلطخ به. مما جرب أن يؤخذ مر فلفل وعاقرقرحا وميويزج وزنجبيل من كل واحد جزء وبورق أرمني جزء ونصف ينعّم سحقها وتطلى به الأسنان واللثّة فإنه شديد النفع. وقد تضمّد اللحى بمثل الخطمي والبابونج والشبث والحلبة وبزر الكتان بطبيخ الشبث ودهنه ويستعمل. وقد زعم جالينوس أن كبد سام أبرص إذا جعلت على السنّ الوجعة المتألمة سكن وجعها وقتها. ومنها كمّادات من خارج ويجب أن يستعمل إمّا قبل الطعام بساعتين أو بعده بأربع ساعات. وهذا يحتاج إليه لشدة الوجع مثل أن يكمّد بالملح والجاورش أو بالزيت المسخّن أو بالشمع الذائب وقد تكمّد اللحى تكميداً بعد تكميد ليجذب إليه المادة فإذا ورم اللحى سكن الوجع وخصوصاً إذا كويت السن بدهن يغلي في الوقت. ومنها كاويات وتدبير بالكي مثل أن يطبخ الزيت ببعض الأدوية المحلّلة المذكورة أو وحده وتؤخذ مسلّة تحمّى وتغمس في ذلك الزيت وتنفذ في تجويف أنبوب متهندم على السنّ الوجعة حتى تبلغ السن وتكويه وقد جعل على ما حواليه شمع أو عجين أو شيء آخر يحول بين السنّ وما حواليه من الأسنان والعمور. ونفع هذا لما تكون المادة فيه في نفس السن أكثر وقد يقطر أيضاً في الأنبوب الدهن المغلي بعد الاحتياط المذكور والزيت أوفق من أدهان أخرى. وربما احتيج في الكاويات إلى أن تثقب السن بمثقب دقيق لتنفذ فيه القوة الكاوية. وإذا لم تنجع المعالجات كويت السن بالمسلّة المحمّاة مرات حتى تكون قد بالغت في كيه فيسكن الوجع وتفتت السن. ومنها دلوكات تتخذ مما سلف والزنجبيل بالعسل دلوك جيد. وأيضاً الخل والملح وأيضاً الخل وشحم الحنظل مع عاقرقرحا. ومنها دخن وبخورات وأجودها أن تكون في القمع. وقد يتخذ من المحلّلات مثل عروق الحنظل أو حبّه أو حبّ الخردل أو حافر حمار أو بزر البصل- وخصوصاً الدود- أو ورق الآس أو جعدة أو ورق السذاب أو عاقرقرحا. ومنها سعوطات محللة مثل ماء قثاء الحمار وعصارة أصول السلق أو الرطبة أو ماء المرزنجوش. ومنها قطورات في الأذن التي للوجع مثل أن تستعمل هذه السعوطات قطوراً في الأذن أو عصارة الكبر الرطب. ومنها حشو للتأكل إن كان سبب الوجع من التأكّل ويجب أن يرفق ولا يحشى بعنف وشدّة فيزيد في الوجع مثل سكّ مع سعد أو مع مصطكى. وأقوى من ذلك الحلتيت مع كبيكج أو شونيز مسحوقاً بزيت أو فلفل أو درديّ محرق أو فربيون أو عاقرقرحا أو يحشى بدواء لب الخوخ أو الفلفل المذكور بل يحشى الحار بالباردات والبارد بالحارات. ومنها قلوعات نفرّد لها باباً ولا يجوز استعمالها إلا أن يكون الوجع في نفس السنّ لا غير. .فصل في الأدوية المخدرة: ومن جملة ما يخدّر من غير أذى الماء المبرد بالثلج تبريداً بالغاً ويؤخذ بالفم أخذاً بعد أخذ حتى يخدر السنّ فيسكن الوجع البتة وإن كان ربما زاد في الابتداء. .فصل في السن المتحرّكة: المعالجات: يجب أن يجتنب المضغ بتلك السنّ ويقل الكلام ولا يولع بها بيد أو لسان وبالجملة يترك المضغ إلى الحسو ما أمكن. فإن كان السبب تأكلاً وعولج التآكل واستعمل القوابض المسددة من الأدوية السنية مضمضات ودلوكات وغير ذلك. وإن كان السبب ضموراً تدورك بالأغذية على أن هذا مما يعسر تلافيه. ثم تعالج بالمرطبات إلصاقاً ودلكاً وقطوراً في الأذن مثل دهن الورد والخلاف وعصارة ورق عنب الثعلب بل بالقوابض وإن كان لضمور السن لم تنجع الأدوية فإنها لا تكاد تسمتها مسرعة بل يجب أن تعالج بالأدوية القابضة الباردة وكذلك إن حدث عن ضربة. فإن حدث عن رطوبة مرخية وجب أن تعالج بالقوابض المسخّنة كالمضمضة بماء طبخ فيه السحر وورق السرو أو نبيذ زبيب طبخ فيه الشب بنصفه ملحاً أو ماء طبخ فيه السكبينج. ومن اللصوقات: شبّ درهمان ملح درهم يلصق على أصله أو قشور النحاس مع الزيت وأصل السوسن وقشور السرو من كل واحد أربعة دراهم ومن الشبّ جزء أو يؤخذ رماد الطرفاء وملح سواء أو قرن أيل محرق وملح معجون بعسل محرق تمر محرق من كل واحد عشرة دراهم ومن المر والزعفران والسنبل والمصطكي من كل واحد جزءان سذاب يابس سمّاق وجلنار ومن كل واحد ثلاثة يتخذ منه سنون ولصوق. وأيضاً القوابض مخلوطة بالصبر بالقلقطار وقليميا. سنون: صالح لهذا الباب وغيره: ونسخته: سعد وورد وسنبل الطيب ملح إندرتي كزمازك قرن أيل محرق أجزاء سواء. والذي يكون بسبب نقصان لحم العمور يؤخذ له شبّ يمان وعود محرق وسعد وجلنار وسمّاق.
|