الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: المنتخب في تفسير القرآن
.تفسير الآيات (43- 52): 43- في جنات النعيم. 44- يجلسون فيها على سرر يقابل بعضهم بعضاً. 45- يطوف عليهم ولدان بإناء فيه شراب من منابع جارية لا تنقطع. 46- بيضاء عند مزجها، شهية للشاربين. 47- ليس فيها غائلة الصداع تأخذهم على غرة، ولا هم بشربها يذهب وعيهم شيئاً فشيئاً. 48- وعند هؤلاء المخلصين في الجنة حوريات طبعن على العفاف، قد قصرن أبصارهن على أزواجهن، فلا يتطلعن لشهوة ضالة، نُجْلُ العيون حسانها. 49- كأن قاصرات الطرف بيض النعام، المصون بأجنحته، فلم تمسه الأيدى، ولم يصبه الغبار. 50- فأقبل بعض هؤلاء المخلصين على بعض يتساءلون عن أحوالهم. وكيف كانوا في الدنيا؟ 51- قال قائل منهم عند ذلك: إني كان لى صاحب من المشركين، يجادلنى في الدين وما جاء به القرآن الكريم. 52- يقول: أئِنك لمن الذين يصدقون بالبعث بعد الموت والحساب والجزاء؟. .تفسير الآيات (53- 64): 53- أبعد أن نفنى ونصير تراباً وعظاماً نحيا مرة أخرى، لنحاسب ونجازى على ما قدمنا من عمل؟!. 54- قال المؤمن لجلسائه: هل أنتم يا أهل الجنة مُطَّلعون على أهل النار، فأرى قَرِينى؟. 55- ودار ببصره نحو النار، فرأى صاحبه القديم في وسطها، يُعذب بنارها. 56- قال حينما رآه: تالله إن كدت في الدنيا لتهلكنى لو أطعتك في كفرك وعصيانك. 57- ولولا نعمة ربى بهدايته وتوفيقه لى إلى الإيمان بالله وبالبعث لكنت مثلك من المحضرين في العذاب. 58، 59- أنحن مُخلَّدون منعَّمون في الجنة، فلا نموت أبداً غير موتتنا الأولى في الدنيا، وما نحن بمعذبين بعد دخولنا الجنة؟ 60- إن هذا الذي أعطانا الله من الكرامة في الجنة لهو الفوز العظيم، والنجاة الكبرى مما كنا نحذره في الدنيا من عقاب الله. 61- لنيل مثل ما حظى به المؤمنون من الكرامة في الآخرة فليعمل في الدنيا العاملون، ليدركوا ما أدركوه. 62- أذلك الرزق المعلوم المعد لأهل الجنة خير أم شجرة الزقوم المعدة لأهل النار؟ 63- إنا جعلنا هذه الشجرة محنة وعذاباً في الآخرة للمشركين. 64- إنها شجرة في وسط الجحيم، غذيت من النار ومنها خلقت. .تفسير الآيات (65- 75): 65- ثمرها قبيح المنظر، كريه الصورة، تنفر منه العيون كأنه رؤوس الشياطين التي لم يرها الناس، ولكن وقع في وهمهم شناعتها وقبح منظرها. 66- فإنهم لآكلون من هذه الشجرة فمالئون من طلعها بطونهم، إذ لا يجدون غيرها ما يأكلون. 67- ثم إن لهؤلاء المشركين على ما يأكلون من الزَّقوم لخلطاً ومزاجاً من ماء حار يشوى وجوههم، وتنقطع منه أمعاؤهم. 68- ثم إن مصيرهم إلى النار، فهم في عذاب دائم، إذ يؤتى بهم من النار إلى شجرة الزَّقوم، فيأكلون ثم يسقون، ثم يرجع بهم إلى محلهم من الجحيم. 69، 70- إنهم وجدوا آباءهم ضالين، فهم يُسرعون الخطا على آثارهم، ويستعجلون السير في طريقهم، مقلدين لا متبصرين، كأنهم يزعجون ويحثون على الإسراع إلى متابعة الآباء من غير تدبر ولا تعقل. 71- ولقد ضل عن قصد السبيل وطريق الإيمان قبل مشركى مكة أكثر الأمم الخالية من قبلهم. 72- ولقد أرسلنا في هذه الأمم الخالية رسلاً ينذرونهم ويخوفونهم عذاب الله فكذبوهم. 73- فانظر- يا من يتأتى منك النظر- كيف كان مآل الذين أنذرتْهم رسلهم؟! لقد أُهْلِكوا، فصاروا عبرة للناس. 74- لكن هناك مؤمنون استخلصهم الله لعبادته، لينالوا فضل كرامته، ففازوا بثوابه، ونجوا من عذابه. 75- ولقد نادانا نوح حين يئس من قومه فلنعم المجيبون كنا له إذ استجبنا دعاءه، فأهلكنا قومه بالطوفان. .تفسير الآيات (76- 85): 76- ونجينا نوحاً ومن آمن معه من الغرق والطوفان. 77- وجعلنا ذرية نوح هم الباقين في الأرض بعد هلاك قومه. 78- وتركنا ذكراً جميلاً على نوح في الآخرين من الأمم إلى يوم القيامة. 79- تحية سلام وأمن لنوح في الملائكة والثقلين جميعاً. 80- إنا مثل هذا الجزاء نجزى من أحسن، فجاهد لإعلاء كلمتنا، وتحمل الأذى في سبيلنا. 81- إنه من عبادنا الذين آمنوا بنا، وَوَفُوا بعهدنا، وأدوا رسالتنا. 82- ثم أغرقنا الآخرين من كفار قومه. 83- وإن ممن على طريقته وسنته في الدعوة إلى التوحيد والإيمان بالله لإبراهيم. 84- إذ أقبل على ربه بقلب نقى من الشرك، مخلصاً له العبادة. 85- إذ أنكر على أبيه وقومه ما هم عليه من عبادة الأصنام بقوله: ما هذه الأوثان التي تعبدونها؟. .تفسير الآيات (86- 96): 86- أترتكبون كذباً فاضحاً بما تصنعون، إذ تعبدون غير الله، وتريدون هذا الإفك بلا مسوغ إلا اختياركم له؟. 87- ما ظنكم بمن هو الجدير والمستحق بالعبادة لكونه خالقاً للعالمين، إذا لاقيتموه وقد أشركتم معه في العبادة غيره؟. 88- فنظر نظرة في النجوم، ليستدل بها على خالق الكون، فوجدها متغيرة متحولة. 89- أخاف على نفسى الضلال وسقم الاعتقاد. 90- فانصرف عنه قومه معرضين عن قوله. 91- فمال إلى أصنامهم مسرعاً متخفياً، وعرض عليها من الطعام الذي وضعوه أمامها. ليصيبوا من بركتها في زعمهم، فقال في سخرية واستهزاء: ألا تأكلون.؟. 92- ما لكم عجزتم عن الكلام بالإيجاب أو السلب؟. 93- فمال عليهم ضرباً باليد اليمنى- لأنها أقوى الباطشتين- فحطمها. 94- فأسرعوا إلى إبراهيم- وبعد أن تبيَّن لهم أن ما حدث لآلهتهم من التكسير كان بفعله- يعاقبونه على ارتكب في شأن آلهتهم. 95- قال إبراهيم موبخاً لهم: أتعبدون ما سويتم بأيديكم من أحجار؟. فأين ذهبت عقولكم؟. 96- والله خلقكم، وخلق ما تصنعون بأيديكم من الأوثان، فهو المستحق- وحده- للعبادة. .تفسير الآيات (97- 101): 97- قال عُبَّاد الأصنام لبعض- لما قرعتهم الحُجَّة، ولجأوا إلى القوة، فعزموا على إحراقه-: ابنوا له بنياناً، واملأوه ناراً متأججة، وألقوه في وسطها. 98- فأرادوا بهذا أن يُنزلوا به الأذى، فأنجاه الله من النار بعد أن أُلقى فيها، وعلا شأنه بما كان له من كرامة، وجعلهم الله هم الأسفلين. 99- وقال إبراهيم- لما يئس من إيمانهم-: إني مهاجر إلى المكان الذي أمرنى ربى بالمسير إليه، سيهدينى ربى إلى المقر الأمين والبلد الطيب. 100- رب هب لى ذرية من الصالحين، تقوم على الدعوة إليك من بعدى. 101- فبشرته الملائكة بابن يتحلى بالعقل والحلم. .تفسير الآيات (102- 111): 102- وَوُلِدَ إسماعيل وشَبّ، فلما بلغ معه مبلغ السعى في مطالب الحياة اختُبر إبراهيم فيه برؤية رآها. قال إبراهيم: يا بنى إني أرى في المنام وحياً من الله يطلب منى ذبحك، فانظر ماذا ترى؟ قال الابن الصالح: يا أبت أنجز أمر ربك، ستجدنى من الصابرين إن شاء الله. 103- فلما استسلم الوالد والمولود لقضاء الله، ودفعه إبراهيم على الرمل المتجمع، وأسقطه على شقه، فوقع جبينه على الأرض، وتهيأ لذبحه. 104، 105- وعلم الله صِدْق إبراهيم وابنه في الاختبار، وناداه الله- نداء الخليل-: يا إبراهيم، قد استجبت مطمئنا لوحى الرؤيا، ولم تتردد في الامتثال، فحسبك هذا، إنا نخفف عنك اختبارنا جزاء إحسانك، كما نجزى المحسنين على إحسانهم. 106- إن هذا الابتلاء الذي ابتلينا به إبراهيم وابنه لهو الابتلاء الذي أبان جوهر إيمانهما ويقينهما في رب العالمين. 107- وفديناه بمذبوح عظيم القدر لكونه بأمر الله تعالى. 108- وتركنا له الثناء على ألسنة مَنْ جاء بعده. 109- تحية أمن وسلام على إبراهيم. 110- مثل ذلك الجزاء الدافع للبلاء نجزى المحسنين في امتثال أوامر الله. 111- إن إبراهيم من عبادنا المذعنين للحق. .تفسير الآيات (112- 122): 112- وبشرته الملائكة- بأمرنا- بأنه سيرزق ابنه إسحاق على يأس وعقم من امرأته، وأنه سيكون نبياً من الصالحين. 113- ومنحناه وابنه البركة والخير في الدنيا والآخرة، ومن ذريتهما محسن لنفسه بالإيمان والطاعة، وظالم لها بيِّن الضلال بكفره ومعصيته. 114- ولقد أنعمنا على موسى وهارون بالنبوة والنعم الجسام. 115- ونجيناهما وقومهما من الكرب الشديد الذي كان ينزله بهم فرعون وقومه. 116- ونصرناهم على أعدائهم، فكانوا هم الغالبين. 117- وآتينا موسى وهارون الكتاب الواضح المبين لأحكام الدين، وهى التوراة. 118- وأرشدناهما إلى الطريق المعتدل. 119- وأبقينا ثناءً حسناً عليهما في الآخرين الذين جاءوا من بعدهم. 120- تحية أمن وسلام على موسى وهارون. 121- إن مثل الجزاء الذي جازينا به موسى وهارون نجزى كل المحسنين. 122- إنهما من عبادنا المذعنين للحق.
|