الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة **
وهي سنة اثنتين وستين وثمانمائة. فيها توفي القاضي شهاب الدين أحمد بن يوسف الشيرجي الشافعي أحد نواب الحكم بالديار المصرية في يوم الجمعة رابع عشر المحرم ودفن من يومه بعد صلاة الجمعة وقد أناف عن الثمانين. وكان حضر دروس السراج البلقيني وله إلمام بعلم الفرائض وناب في الحكم سنين وأفتى ودرس وكان غير محبب إلى أصحابه. وتوفي الأمير سيف الدين أزبك بن عبد الله الأشرفي البواب أحد أمراء العشرات ورأس نوبة في يوم الثلاثاء ثامن عشر المحرم. وأصله من مماليك الأشرف برسباي ثم امتحن بعد موت أستاذه وحبس ثم أطلق وقدم القاهرة وتأمر في أول دولة الأشرف إينال خمسة شريكًا لأزبك الششماني المقدم ذكر وفاته فى السنة الخالية فما مات أزبك المذكور أنعم بنصيبه من إلاقطاع على شريكه أزبك هذا لتتمة إقطاعه إمرة عشرة فعاش أزبك هذا بعد ذلك دون الشهر ومات فكان حاله كالمثل السائر: " إلى أن يسعد المعثر فرغ عمره ". وتوفي القاضي علاء الدين علي بن محمد بن آقبرس الشافعي أحد نواب الحكم في يوم الأحد خامس عشر صفر بطالًا وهو في عشر السبعين. وكان مولده بالقاهرة وبها نشأ وتكسب بعمل العنبر في حانوت بالعنبريين مدة سنين ثم اشتغل بالعلم وناب في الحكم وصحب الملك الظاهر جقمق قبل سلطنته فلما تسلطن قربه أو هو قرب نفسه وولي نظر الأوقاف ثم حسبة القاهرة ثم نظر إلاحباس. وتحرك له بعيض سعد إلا أنه تبهدل غير مرة من السلطان لسوء سيرته فإنه لما ولي ما ولي ما عف ولا كف بل مد يدًا للأخذ إلى أن ساءت القالة فيه وانحط قدره لذلك كثيرًا فلما مات الملك الظاهر امتحن وصودر وتخومل ولزم داره إلى أن مات. وكان له نظم أحسنه في الهجو. ومما هجا به عبد الرحمن ابن الديري ناظر القدس: الطويل أقول لمن وافى إلى القدس زائرًا وصلت إلى إلاقصى من الفضل والخير تقرب إلى مولاك فيه عبادة وبع بيع الرهبان وابعد عن الديري وتوفي عبد الكريم ابن علي بن محمد شيخ مقام الشيخ أحمد البدوي بظاهرالقاهرة في صبيحة ثامن عشر صفر: وجد ميتًا وقد اختلفت إلاقوال في موتته فمنهم من قال: تردى من سطح وهو ثمل ومنهم من قال: دس عليه شيخ العرب حسن بن بغداد من قتله وهو إلاشهر وأنا أقول: قتله سر الشيخ أحمد البدوي لانهماكه على المعاصي وسوء سيرته فأراح الله الشيخ أحمد البدوي منه ولله الحمد وتولى عوضه شيخ المقام صبي من أقاربه دون البلوغ. وتوفي الشيخ العارف بالله القدوة المسلك مدين الصوفي المالكي بزاويته بخط المقس بظاهر القاهرة في يوم الأربعاء تاسع شهر ربيع الأول بزاويته. وكان له شهرة عظيمة وللناس فيه اعتقاد ومحبة لم يتفق لي مجالسته غير أنني رأيته غيرمرة رحمه الله ونفعنا ببركته. وتؤفي الأمير جانم بن عبد الله الأشرفي البهلوان أحد أمراء العشرات ورأس نوبة في يوم الاثنين سادس شهر ربيع الآخر ودفن من يومه وهو في الكهولية. وكان من مماليك الملك الأشرف برسباي وخاصكيته وتأمر بعد أمور في الدولة الأشرفية إينال. وكان مليح الشكل مشهورًا بالشجاعة وإلاقدام رحمه الله تعالى. وتوفي الأمير سيف الدين طوخ بن عبد الله من تمراز الناصري أمير مجلس بطالًا بعد مرض طويل في ليلة الثلاثاء سابع شهر ربيع الآخر ودفن من الغد. وكان من مماليك الناصر فرج وتأمر في أول الدولة الأشرفية برسباي عشرة وصار من جملة رؤوس النوب. وكان يعرف بيني بازق أي غليظ الرقبة وكان قليل الخير والشر مكفوفًا عن الناس ليس له كلمة في الدولة. وكان السلطان أنعم بإقطاعه قبل موته على الأمير برسباي البجاسي حاجب الحجاب وبوظيفته إمرة مجلس على الأمير جرباش المحمدي المعروف بكرد الأمير آخور. وتوفي القاضي شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد الدماصي الحنفي قاضي بولاق وكان يعرف بقرقماس في يوم الخميس سادس عشر شهر ربيع الآخر ودفن من الغد رحمه الله تعالى. وتوفي الأمير سيف الدين سودون بن عبد الله النوروزي المعروف بالسلاحدار نائب قلعة الجبل بها في ليلة الأحد سادس عشرين شهر ربيع الآخر ودفن من الغد وله نحو سبعين سنة. وكان من مماليك نوروز الحافظي نائب الشام وصار بعده سلاحدارًا فبي الدولة الأشرفية برسباي ثم تأمر عشرة في دولة الملك الظاهر جقمق وصار من جملة رؤوس النوب ثم جعله الملك الأشرف إينال نائب قلعة الجبل بعد موت قاني باي الناصري إلاعمش فدام في نيابة القلعة إلى أن مات وكان لا بأس به لولا إسراف كان فيه على نفسه عفا الله عنه. وتوفي إلاستاذ المادح المغني ناصر الدين محمد المازوني الأصل المصري أحد إلافراد في إنشاد القصيد وعمل السماع في ليلة الجمعة ثامن جمادى الأولى الأولى بعد أن آبتلي بمرض الفالج وبطل نصفه وسكت حسه. وكان من عجائب الدنيا في فنونه. كان صوته صوتًا كاملًا أوازًا وبما مع شجاوة ونداوة وحلاوة كان رأسًا في إنشاد القصيد على الضروب والحدود. سافر غير مرة إلى الحجاز حاديًا في خدمة الأكابر وكان له تسبيح هائل على المآذن ففي هذه الثلاثة كان إليه المنتهى وكان يشارك في الموسيقى جيدًا ويعظ في عقود الآنكحة وليس فيه بالماهر. وفي الجملة إنه لم يخلف بعد مثله وفي شهرته ما يغني عن إلاطناب في ذكره. وتوفي الشرفي موسى ابن الجمالي يوسف بن الصلي الكركي ناظر جيش طرابلس بها في ليلة الأحد ثامن شهر رجب وخلف مإلا كثيرًا وعدة أولاد. وكان من مساوئ الدهر دميم الخلق مذموم الخلق. وتوفي الشيخ الإمام العالم العلامة شرف الدين يحيى بن صالح بن علي بن محمد بن عقيل العجيسي المغربي الأصل والمولد والمنشأ المصري الدار والوفاة المالكي في يوم الأحد سابع عشرين شعبان. ومولده في سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة. وكان إمامًا في النحو والعربية ومعرفة تاريخ الصحابة وله مشاركة في فنون كثيرة مع حدة كانت فيه وسوء خلق رحمه الله. وتوفي الخليفة أمير المؤمنين القائم بأمر الله أبو البقاء حمزة بن المتوكل على الله أبي عبد الله محمد العباسي المصري بثغر الإسكندرية مخلوعًا من الخلافة في سابع عشر شوال. وقد مر ذكر نسبه في تراجم أسلافه في عدة مواطن من مصنفاتنا مثل " مورد اللطافة في ذكر من ولي السلطنة والخلافة " وغيره. وكان القائم بأمر الله هذا ولي الخلافة بعد موت أخيه المستكفي سليمان بغير عهد اختاره الملك الظاهر جقمق فدام في الخلافة إلى أن خرج الأتابك إينال العلائي صاحب الترجدة على الملك المنصور عثمان بن الملك الظاهر جقمق فقام الخليفة هذا مع إينال على الملك المنصور عثمان أشد قيام. فلما تسلطن إينال عرف له ذلك ورفع قدره ومحله إلى الغاية ونال في أيامه من الحرمة والوجاهة ما لا يقاربه أحد الخلفاء من أسلافه. فاتفق بعد ذلك ركوب جماعة من صغار المماليك الظاهرية على الأشرف إينال وطلبوه فحضر عندهم ووافاهم أفضل موافاة فلم ينتج أمرهم وسكنت الفتنة في الحال وقد ذكرناها في أصل هذه الترجدة مفصلة. فلما سكن الأمر طلبه السلطان إلى القلعة ووبخه على فعله وحبسه بالبحرة بقلعة الجبل وخلعه من الخلافة بأخيه المستنجد يوسف ثم أرسله إلى سجن الإسكندرية فحبس به مدة ثم اطلق من السجن ورسم له بأن يسكن حيث شاء من الثغر فسكن به إلى أن مات رحمه الله تعالى. وتوفي الحاج خليل المدعو قاني باي اليوسفي المهمندار محتسب القاهرة بها في عشرين شوال وهو مناهز السبعين. وكان أصله من مماليك قرا يوسف بن قرا محمد صاحب بغداد على ما زعم ثم قدم القاهرة في دولة الأشرف برسباي وسأله الأشرف عن أصله وجنسه فقال: " أنا من مماليك قرا يوسف جنسي جاركسي واسمي الأصلي قاني باي " فمشى ما قاله على الأشرف لضعف نقده وعدم معرفته وسماه قاني باي اليوسفي وجعله خاصكيًا ئم امتحن بعد موت الأشرف برسباي وحبس إلى أن عاد إلى رتبته في الدولة الأشرفية إينال وجعله مهمندارًا ثم محتسبًا إلى أن مات. وتوفي يارعلي بن نصر الله العجمي الخراساني الطويل محتسب القاهرة بطالًا بعد مرض طويل في سادس عشرين ذي القعدة ودفن من الغد وسنه نيف على الثمانين وكان هو يدعي أكثر من ذلك وليس بصحيح. وكان أصله فقيرًا مكديًا على عادة فقراء العجم وخدم الأمير سودون من عبد الرحمن نائب الشام لما كان هاربًا من الملك المؤيد شيخ بالعراق فلما عاد سودون إلى رتبته بالديار المصرية وصار دوادارًا كبيرًا في دولة الأشرف برسباي قدم عليه يار علي هذا ماشيًا على قدميه من بلاد العجم فأحسن إليه سودون ولما عمر مدرسته بخانقاه سرياقوس جعله شيخًا ودام على ذلك وقد حسنت حاله وركب فرسًا بحسب الحال إلى أن تسلطن الملك الظاهر جقمق فتحرك سعده لا لأمر أوجب ذلك بل هي حظوظ وأرزاق تصل لكل أحد. ولا زال جقمق يرقيه حتى ولاه حسبة القاهرة غير مرة ثم نكبه وصادره وأمر بنفيه لسوء سيرته ولقبيح سريرته فإنه لما ولي حسبة القاهرة سار فيها أقبح سيرة وفتح له أبواب الظلم وإلاخذ فما عف ولا كف وجدد في الحسبة مظالم تذكر به وإثمها وإثم من يعمل بها عليه إلى يوم القيامة وصار يأخذ من هذه المظالم ويخدم الملوك بها فانظر إلى حال هذا المسكين الذي ظلم نفسه وظلم الناس لغيره فلا قوة إلا بالله! اللهم اغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عن سواك. وتوفي الشيخ المعتقد المجذوب إبراهيم الزيات بحيث هو إقامته بقنطرة قديدارا ودفن من يومه وهو اليوم الذي مات فيه الشيخ على المحتسب المقدم ذكره وكان للناس فيه اعتقاد ويقصد للزيارة وكانت جذبته مطبقة لا يصحو ويكثر من أكل الموز رحمه الله تعالى. وتوفي الأمير الكبير سيف الدين تنبك بن عبد الله البردبكي الظاهري أتابك العساكر بالديار المصرية في يوم الاثنين رابع عشرين ذي القعدة ودفن من الغد وقد ناهز التسعين من العمر. وكان من مماليك الظاهر برقوق وتزوج في أيامه وكان من إنيات الوالد وترقى في أوائل دولة الأشرف برسباي إلى أن صار أمير عشرة أو في أيام دولة الملك المظفر أحمد ومن جملة رؤوس النوب ثم صار في سنة سبع وعشرين نائب قلعة الجبل بعد تغري برمش البهسني التركماني بحكم انتقاله إلى إمرة مائة وتقدمة ألف بالديار المصرية وأنعم على تنبك بإمرة طبلخاناه عوضًا عن تغري برمش المذكور أيضًا فدام على ذلك مدة طويلة إلى أن نقل إلى إمرة مائة وتقدمة ألف بالديار المصرية في أواخر الدولة الأشرفية. ثم ولي نيابة قلعة الجبل ثانيًا في أوائل دولة الملك الظاهر جقمق وهو أمير مائة ومقدم ألف ثم صار أمير حاج المحمل ثم ولي حجوبية الحجاب بالديار المصرية ودام على ذلك سنين كثيرة وحج أمير حاج المحمل غير مرة إلى أن أمسكه السلطان الظاهر ونفاه إلى ثغر دمياط وأنعم بإقطاعه وحجوبيته على الأمير خشقدم الناصري المؤيدي أحد أمراء الألوف بدمشق فأقام بدمياط مدة. ثم طلبه الملك الظاهر إلى الديار المصرية ورسم له بالمشي في الخدمة السلطانية فمشى إلى الخدمة أيامًا كثيرة من غير إقطاع إلى أن مات الشهابي أحمد بن علي بن إينال أحد مقدمي الألوف بالديار المصرية فأنعم بإقطاعه على تنبك هذا ثم صار أمير مجلس في دولة الملك المنصور عثمان بعد انتقال تنم المؤيدي إلى إمرة سلاح بعد جرباش الكريمي بحكم لزومه بيته لكبر سنه وضعف بدنه فلم تطل أيامه. واستقر أمير سلاح في ثاني يوم من سلطنة الملك الأشرف إينال عوضًا عن تنم المذكور بحكم القبض عليه وحبسه بسجن الإسكندرية فلم يتم له ذلك غير يوم واحد وأصبح استقر أتابك العساكر لما كثرت القالة في تولية الشهابي أجمد ابن الملك الأشرف إينال أتابك العساكر عوضًا عن أبيه فعزله وجعله من جملة أمراء الألوف واستقر تنبك هذا عوضه فدام في الأتابكية مدة طويلة إلى أن مات في التاريخ المذكور وتولى المقام الشهابي أحمد عنه الأتابكية ثانيًا. وكان من أمر تنبك هذا في ولايته الأتابكية غريبة وهو أن الذي أخذ عنه ولي عنه ولعل هذا لم يقع لأحد أبدًا. وكان تنبك المذكور رجلًا دينًا خيرًا هينًا لينًا سليم الفطرة شحيحًا لا يتجمل في بركه ولا حواشيه رحمه الله تعالى. وتوفي عظيم الدولة الصاحب جمال الدين أبو المحاسن يوسف مدبر المملكة وصاحب وظيفتي نظر الجيش والخاص معًا ابن الرئيس كريم الدين عبد الكريم ناظر الخاص ابن سعد الدين بركة المعروف بابن كاتب جكم في ليلة الخميس وقت التسبيح الثامن عشر من ذي الحجة ودفن من الغد بالصحراء في تربته التي أنشأها. وكانت جنازته مشهودة إلى الغاية وحضر المقام الشهابي أحمد أتابك العساكر الصلاة عليه بمصلاة باب النصر وحضر دفنه أيضًا ومات وسنه زيادة على أربعين سنة لأن مولده في سنة تسع عشرة وثمانمائة هكذا كتب لي بخطه رحمه الله. ومات ولم يخلف بعده مثله رئاسة وسؤددًا بلا مدافعة وهو آخر من أدركنا والوجاهة ووفور الحرمة ونفوذ الكلمة والعظمة الزائدة وكثرة ترداد الناس إليه وأعيان الدولة وأكابرها إلى بابه بل الوقوف في خدمته وهذا شيء لم ينله غيره في الدولة التركية مع علمي بمنزلة كريم الدين الكبير عند الناصر محمد بن قلاوون وبما ناله سعد الدين إبراهيم بن غراب في الدولة الناصرية فرج ثم بعظمة جمال الدين يوسف البيري الأستادار في دولة الناصر فرج أيضًا ثم بخصوصية عبد الباسط بن خليل الدمشقي في دولة الأشرف برسباي ومع هذا كله ليس فيهم أحد وصل إلى ما وصل إليه جمال الدين هذا وقد برهنا عما قلناه في تاريخنا " حوادث الدهور " وأيضًا في تاريخنا " المنهل الصافي " فلينظر هناك وليس هذا الموطن محل إطناب رحمه الله تعالى. أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم سبعة أذرع وثمانيه أصابع. مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعًا وخمسة عشر إصبعًا. السنة السابعة من سلطنة الأشرف إينال وهي سنة ثلاث وستين وثمانمائة. فيها توفى الأمير يشبك بن عبد الله النوروزي نائب طرابلس كان بطالًا بالقدس في يوم الاثنين تاسع المحرم وهو في عشر السبعين تخمينًا. وهو من عتقاء الأمير نوروز الحافظي وتنقل بعد موت أستاذه في خدم الأمراء وقاسى خطوب الدهر ألوانًا إلى أن صار في أواخر دولة الأشرف برسباي من صغار أمراء دمشق. ثم تنقل في دولة الملك الظاهر جقمق إلى أن صار حاجب حجاب طرابلس بالبذل. ثم نقل إلى حجوبية دمشق ثم إلى نيابة طرابلس بعد عزل يشبك الصوفي عنها كل ذلك ببذل المال فدام على نيابة طرابلس إلى أن أمسكه الملك الأشرف إينال في حدود سنة ستين وحبسه بقلعة المرقب إلى أن أطلقه في سنة اثنتين وستين وثمانمائة ورسم له بالتوجه إلى القدس بطالًا فاستمر بالقدس إلى أن مات في التاريخ المقدم ذكره. وكان وضيعًا في الدول لم تسبق له رئاسة بالدولة المصرية حتى إنه لم يخدم في باب سلطان أبدًا بل كان يخدم بأبواب الأمراء إلى كان من أمره ما كان. وكان مع ذلك عنده طيش وخفة وتكبر ولم أدر لأي معنى من المعاني رحمه الله تعالى. وتوفي الشيخ الإمام العالم العامل المحقق الفقه الصوفي شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن خليل البلاطنسي الشافعي نزيل دمشق بها في ليلة سابع عشرين صفر ودفن في صبيحة يوم الأربعاء وكانت جنازته مشهودة وكثر أسف الناس عليه. ومولده ببلاطنس من أعمال طرابلس بعد سنة تسعين وسبعمائة ونشأ بها وقرأ العربية واشتغل ثم قدم طرابلس ولازم الشيخ محمد بن زهرة وبه تفقه وأخذ إلاصول عن الشيخ سراج الدين وقرأ الحديث أيضًا بطرابلس على ابن البدر ثم رحل إلى دمشق قبل سنة عشرين واشتغل بها على العلماء ثم عاد إلى طرابلس. ثم قدم إلى دمشق ثانيًا بأهله واستوطنها ولازم علامة زمانه ووحيد دهره الشيخ علاء الدين محمد البخاري الحنفي وأخذ عنه فنونًا كثيرة إلى أن برع في الفقه والتصوف وجلس للإفادة والتدريس وإلاشغال إلى أن مات. وكان قوإلا بالحق قائمًا في أمر الملهوفين لا تأخذه في الله لومة لائم وقد استوعبنا من أحواله نبذة كبيرة في تاريخنا " الحوادث " وغيره رحمه الله تعالى. وتوفي الأمير سيف الدين يشبك بن عبد الله من جانبك المؤيدي الصوفي أتابك دمشق بها في يوم الثلاثاء سابع عشرين صفر وهو اليوم الذي مات فيه البلاطنسي المقدم ذكره وقد ناهز الستين من العمر. كان من صغار مماليك الملك المؤيد شيخ وصار خاصكيًا بعد موت أستاذه وامتحن في دولة الملك الأشرف برسباي بالضرب والعصر والنفي بسبب الأتابك جانبك الصوفي. ثم عاد بعد سنين إلى رتبته وصار خاصكيًا على عادته إلى أن تأمر عشرة في دولة الملك الظاهر جقمق وصار من جملة رؤوس النوب وسافر إلى مكة مقدم المماليك السلطانية بمكة ثم عاد إلى القاهرة ودام بها مدة ثم نفي إلى حلب بعد سنة خمسين وثمانمائة ثم نقله الملك الظاهر جقمق إلى إمرة مائة وتقدمة ألف بحلب ثم نقله بعد ذلك إلى نيابة حماة ببذل المال ثم إلى نيابة طرابلس كذلك بعد انتقال الأمير برسباي الناصري إلى نيابة حلب في سنة اثنتين وخمسين فدام على نيابة طرابلس إلى سنة أربع وخمسين فطلب إلى القاهرة فلما حضر أمسكه السلطان الملك الظاهر وأرسله إلى دمياط بطالًا ثم نقل بعد مدة من دمياط إلى سجن الإسكندرية لأمر بلغ السلطان عنه فلم تطل مدته بسجن الإسكندرية واطلق وأرسل إلى دمياط ثانيًا ثم نقل إلى القدس ثم طلب إلى الديار المصرية فأنعم عليه بأتابكية العساكر بدمشق بعد القبض على الأتابك خيربك المؤيدي إلاجرود. فدام يشبك هذا على أتابكية دمشق إلى أن حج أمير حاج المحمل الشامي في سنة اثنتين وستين وعاد إلى دمشق ومات بعد أيام. وكان رجلًا طوإلا حسن الشكل حلو اللسان بعيد إلاحسان عادلًا في الظاهر ظالمًا في الباطن متواضعًا لمن كانت حاجته إليه مترفعًا على من احتاج إليه كثير الخدع والتملق لأصحاب الشوكة بألف وجه وألف لسان مع كثرة أيمان الله والطلاق وشح وبخل. وتوفي الشيخ بهاء الدين أحمد بن علي التتائي الآنصاري الشافعي نزيل مكة بها في ليلة الثلاثاء سابع عشرين صفر وحضرت أنا الصلاة عليه بالحرم بعد صلاة الصبح ودفن بالمعلاة وهو أخو القاضي شرف الدين موسى الآنصاري إلاكبر. كان مولده بتتا قرية بالمنوفية بالوجه البحري من أعمال القاهرة في سنة ثمان وثمانمائة. وكان فيه محاسن ومكارم أخلاق وخط منسوب وفضيلة رحمه الله تعالى. قلت: وكانت وفاة بهاء الدين هذا ويشبك الصوفي والبلاطنسي المقدم ذكرهما في ليلة واحدة وهذا من النوادر رحمهم الله. وتتا بتاء مثناة مكسورة وتاء مثناة أيضًا مفتوحة وبعدهما ألف ممدودة. وتوفي الأمير سيف الدين قاني باي بن عبد الله الحمزاوي نائب دمشق بها في يوم الأربعاء ثالث شهر ربيع الآخر وقد قارب الثمانين ودفن من الغد في يوم الخميس. وكان أصله من مماليك سودون الحمزاوي الظاهري الدوادار ثم خدم بعد موته عند الوالد هو وجماعة كثيرة من خجداشيته مدة طويلة ثم صار في خدمة الملك المؤيد شيخ المحمودي قبل سلطنته فلما تسلطن أمره عشرة ثم صار أمير طبلخاناه ثم صار أمير مائة ومقدم ألف بعد موت الملك المؤيد شيخ وتولى نيابة الغيبة بالديار المصرية للملك المظفر أحمد بن شيخ لما سافر مع الأتابك ططر إلى دمشق ثم قبض عليه الملك الظاهر ططر لما عاد من دمشق وحبسه مدة إلى أن أطلقه الملك برسباي وجعله أتابك دمشق ثم طلبه بعد سنين إلى الديار المصرية وجعله بها أمير مائة ومقدم ألف. واستقر الأمير تغري بردي المحمودي بعده أتابك دمشق فدام قاني باي بالقاهرة إلى أن ولاه الأشرف نيابة حماة بعد انتقال الأمير جلبان إلى نيابة طرابلس بعد موت الأتابك طرباي في سنة سبع وثلاثين ثم نقل بعد مدة إلى نيابة طرابلس بعد الأمير جلبان أيضًا بحكم انتقاله إلى نيابة حلب بعد عصيان تغري برمش التركماني البهسني وخروجه عن الطاعة في سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة فلم تطل مدته بها. ونقل إلى نيابة حلب بعد انتقال جلبان أيضًا إلى نيابة دمشق بعد موت الأتابك آقبغا التمرازي في سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة فدام في نيابة حلب إلى سنة ثمان وأربعين وثمانمائة فطلبه الملك الظاهر جقمق إلى الديار المصرية وعزله عن نيابة حلب بالأمير قاني باي البهلوان الناصري وأنعم عليه بإمرة مائة وتقدمة ألف بالديار المصرية عوضًا عن الأمير شادبك الجكمي المتولي نيابة حماة بعد انتقال قاني باي البهلوان المقدم ذكره إلى نيابة حلب. فاستمر قاني باي الحمزاوي من أمراء الديار المصرية إلى أن أعاده الملك الظاهر جقمق ثانيًا إلى نيابة حلب بعد عزل الأمير تنم من عبد الرزاق المؤيدي وقدومه إلى مصر على إقطاع قاني باي هذا فدام في نيابته هذه على حلب إلى أن نقله الملك الأشرف إينال إلى نيابة دمشق بعد موت الأمير جلبان في سنة ستين وثمانمائة. فاستمر على نيابة دمشق إلى أن مات بها وهو عاص على السلطنة في الباطن مقيم على الطاعة في الظاهر. وقد وقع في أمر قاني باي هذا غرائب منها: أنه من يوم خرج من مصر إلى ولاية حلب ثانيًا في دولة الملك الظاهر جقمق عصى على السلطان في الباطن وعزم على أنه لا يعود إلى مصر أبدًا فلما مات الظاهر وتسلطن ابنه المنصور عثمان ثم الأشرف إينال قوي أمر قاني باي هذا بحلب وفشا أمره عند كل أحد فلم يكشف الأشرف إينال ستر التغافل بينه وبين قاني باي المذكور بل صار كل منهما يتجاهل على الآخر فذاك يظهر الطاعة وامتثال المراسيم من غير أن يطأ بساط السلطان أو يحضر إلى القاهرة وهذا يرضى منه بذلك ويقول: " هذا داخل في طاعتي " ولا يرسل خلفه أبدًا بل يغالطه حتى لو أراد قاني باي الحضور إلى القاهرة ما مكنه إينال لمعرفته منه أن ذلك امتحان وصار كل منهما يترقب موت الآخر إلى أن مات قاني باي قبل وولى الأشرف إينال عوضه في نيابة دمشق الأمير جانم الأشرفي. ومن الغرائب التي وقعت له أيضًا أن قاني باي هذا لم يل ولاية بلد مثل حماة وطرابلس وحلب والشام إلا بعد الأمير جلبان مع طول مدة جلبان في نياباته الشامية أزيد من ثلاثين سنة فهذا من النوادر الغربية كون أن قاني باي يعزل عن نيابة حلب ويصير أميرًا بمصر مدة سنين ويلي حلب بعده غير واحد ثم يعود إلى نيابة حلب ويقيم بها إلى أن ينتقل منها إلى نيابة الشام بعد موت جلبان كما انتقل قبل ذلك بعده في كل بلد فهذا هو إلاتفاق العجيب. وتوفي الأمير شرف الدين عيسى بن عمر الهواري أمير عرب هوارة ببلاد الصعيد في ليلة الخميس رابع شهر ربيع الآخر بعد عوده من الحج وولي بعده ابنه ثم عزل بعد أمور. وكان عيسى هذا مليح الشكل دينًا خيرًا بالنسبة إلى أبناء جنسه وله مشاركة بحسب الحال ويتفقه على مذهب الإمام مالك رضي الله عنه. وتوفي الشيخ الإمام الفقيه العالم أبو عبد الله حمد بن سليمان بن داود الجزولي المغربي المالكي نزيل مكة بها في يوم الأحد ثامن عشر شهر ربيع الآخر وحضرت الصلاة عليه بحرم مكة ودفن بالمعلاة. وكان مولده في سنة سبع وثمانمائة بجزولة من بلاد المغرب. وكان فقيهًا عالمًا بفروع مذهبه عارفًا بالنحو مشاركًا في التفسيروالحديث وسمع ببلاده أشياء كثيرة وحدث ببعضها في مكة ودرس وأفتى وانتفع أهل مكة بدروسه وكان كريم النفس بخلاف المغاربة رحمه الله تعالى. وتوفي القاضي محب الدين أبو البركات محمد بن عبد الرحيم الهيتمي الشافعي أحد نواب الحكم الشافعية بالديار المصرية في يوم الثلاثاء ثامن جمادى الأولى وحضرت الصلاة عليه بحرم مكة ودفن بالمعلاة وقد زاد عمره على الستين. وكان فقيهًا نحويًا مشاركًا في فنون كثيرة كان يحفظ التوضيح لابن هشام في النحو وكان مستقيم الذهن جيد الذكاء ناب في الحكم بالديار المصرية أزيد من ثلاثين سنة ودرس وخطب وجاور بمكة غير مرة إلى أن مات في مجاورته هذه إلاخيرة رحمه الله تعالى. وتوفي القاضي ناصر الدين محمد بن أحمد بن حسين النبراوي الحنفي أحد نواب الحكم بالقاهرة في يوم الثلاثاء تاسع عشرين جمادى الأولى. وكان عاريًا من العلم عارفًا بصناعة القضاء. وتوفي القاضي محب الدين محمد ابن الإمام شرف الدين عثمان بن سليمان بن رسول بن أمير يوسف بن خليل بن نوح الكرادي بفتح الراء المهملة القرمشي الأصل الحنفي المعروف بابن الأشقر شيخ شيوخ خانقاه سرياقوس ثم ناظر الجيوش المنصورة بالديار المصرية ثم كاتب السر بها في يوم الثلاثاء ثاني عشر شهر رجب بالقاهرة بطالًا ودفن من الغد بتربته بالصحراء خارج القاهرة. وكانت وفاته بعد عزله من كتابة السر بشهرين وبعد وفاة ولده إبراهيم بدون الشهر. وكان مولده بالقاهرة قبل سنة ثمانين ونشأ بها واشتغل في مبدأ أمره قليلًا ثم ولي مشيخة خانقاه سرياقوس في سنة أربع عشرة وثمانمائة ثم بعد سنين كثيرة ولي كتابة السر بمصر في دولة الملك الأشرف برسباي عوضًاعن القاضي كمال الدين بن البارزي بحكم عزله في رجب سنة تسع وثلاثين وباشر الوظيفة إلى أن عزل عنها بالقاضي صلاح الدين بن نصرالله في ذي الحجة من سنة أربعين فلزم داره بطالًا إلى أن ولاه الملك الظاهر جقمق ناظر الجيوش المنصورة عوضًا عن الزيني عبد الباسط بحكم القبض عليه ومصادرته في سنة اثنتين وأربعين ثم عزل عن وظيفة نظر الجيش غير مرة ثم ولي كتابة السر ثانيًا بعد وفاة القاضي كمال الدين ابن البارزي في سنة ست وخمسين فباشر الوظيفة إلى أن عزل عنها بالقاضي محب الدين ابن الشحنة ثم أعيد إليها بعد أشهر ودام بها مدة طويلة إلى أن عزل عنها ثانيًا بابن الشحنة في سنة ثلاث وستين وثمانمائة ومات بعد ذلك بشهرين حسب ما تقدم ذكره. وكان معدودًا من رؤساء الديار المصرية وكان عنده حشمة وأدب وتواضع ومحاضرة حسنة إلا أنه كان رأسًا في البخل رحمه الله تعالى. وتوفي القاضي محب الدين محمد ابن القاضي ناصر الدين محمد الفاقوسي أحد أعيان موقعي الدست بالديار المصرية في ليلة الاثنين خامس عشرين شهر رجب رحمه الله تعالى. وتوفي الأمير سيف الدين خيربك بن عبد الله المؤيدي الأشقر الأمير آخور الثاني في يوم السبت مستهل شعبان وقد جاوز السبعين. وكان من مماليك المؤيد شيخ وصار خاصكيًا في دولة الملك الظاهر جقمق ومن جملة الدوادارية الصغار إلى أن أنعم عليه بإمرة عشرة بعد مسك جانبك المحمودي المؤيدي وجعله جقمق من جملة رؤوس النوب وحج أمير الركب الأول ثم نقل إلى الأمير آخورية الثانية في أوائل دولة الملك الأشرف إينال عوضًا عن سنقر العايق الظاهري فباشر الوظيفة بغير حرمة وصار فيها كل شيء إلى أن مات وتولى الأمير يلباي الإينالي المؤيدي الأمير آخورية الثانية من بعده. وكان خيربك هذا كثير الفتن بين الطوائف وليس عنده همة لإثارة الحرب إلا بالكلام. وتوفي الإمام شهاب الدين أحمد بن محمد بن أحمد إلاخميمي أحد أئمة السلطان في يوم السبت تاسع عشرين شعبان رحمه الله تعالى. وتوفي الأمير زين الدين قاسم بن جمعة القساسي الحلبي نائب قلعة حلب بها في شهر رمضان وكان ولي قبل ذلك حجوبية حلب وغيرها الجميع بالبذل. وتوفي القاضي معين الدين عبد اللطيف بن أبي بكر بن سليمان سبط ابن العجمي نائب كاتب السر بالديار المصرية يوم الجمعة رابع شوال وعمره نيف عن خمسين سنة. وكان ولي في الدولة الأشرفية كتابة سر حلب ثم ولي نيابة كتابة السر بمصر بعد وفاة أبيه القاضي شرف الدين إلى أن مات وكان هو القائم بأعباء ديوان الآنشاء لمعرفته بصناعة الآنشاء ولما فيه من الفضيلة رحمه الله تعالى. وتوفي الأمير سيف الدين سودون بن عبد الله من سيدي بك الناصري القرماني أتابك حلب بطريق الحج في شوال. وكان من مماليك الناصر فرج وانحط قدره وخدم في أبواب الأمراء إلى أن صار خاصكيًا في الدولة الملك الظاهر ططر ثم صار ساقيًا في دولة الملك الظاهر جقمق ثم تأمر عشرة ثم نقل إلى تقدمة ألف بحلب ثم صار أتابكًا في دولة الأشرف إينال ثم نقل إلى أتابكية طرابلس ثم اعيد بعد مدة إلى أتابكية حلب إلى أن مات. وكان مهملًا مسرفًا على نفسه وعنده فشار كبير ومجازفات في كلامه رحمه الله. وتوفي الشيخ الإمام الفقيه الواعظ الصوفي شمس الدين محمد بن محمد بن إبراهيم الحموي الأصل الحلبي الشافعي المعروف بابن الشماع في ذي القعدة بالمدينة الشريفة قاصدًا الحج ودفن بالمدينة يوم دخول الحاج الشامي إليها. وكان حلو اللسان مليح الشكل طلق العبارة والمحاضرة ولكلامه طلاوة ورونق وموقع في النفوس رحمه الله تعالى. وتوفي الأمير سيف الدين قاني باي المؤيدي المعروف بقراسقل أحد أمراء العشرات بمدينة طرابلس في توجهه من الديار المصرية في البحر إلى الجرون صحبة الأمراء المصريين وقد ناهز الستين من العمر أو جاوزها بيسير. وكان من مماليك الملك المؤيد شيخ ممن صار خاصكيًا في دولة الظاهر جقمق وساقيًا ثم تأمر عشرة إلى أن مات. وكان ساكنًا مهملًا مع إسراف على نفسه عفا الله عنا وعنه. وتوفي الأمير سيف الدين بايزيد بن عبد الله التمربغاوي أحد مقدمي الألوف بالديار المصرية في يوم الثلاثاء ثامن عشر ذي القعدة ودفن من يومه وقد ناهز السبعين. وكان من مماليك الأمير تمربغا المشطوب الظاهري برقوق وخدم بعده عند جماعة من الأمراء وتشتت فى البلاد إلى أن اتصل بخدمة الملك الظاهر ططر قبل سلطنته فلما تسلطن جعله خاصكيًا ثم ساقيًا في أوائل دولة الأشرف برسباي ودام على ذلك دهرًا طويلًا إلى أن أمره الأشرف عشرة في أواخر دولته فدام على تلك العشرة أيضًا دهرًا طويلًا إلى أن أنعم عليه الملك الأشرف إينال بإمرة طبلخاناه ثم نقله إلى تقدمة ألف في حدود سنة ستين للين جانبه لا لمحله الرفيع ولا لعظم شوكته فدام على ذلك سنيات ومات. وكان رجلًا ساكنًا عاقلًا لم يشهرفي عمره بشجاعة ولا كرم وكان إذا توجه في مهم إلى السلطان مع من سافر من الأمراء ووقع الحرب يددونه قي الوطاق ليحرس الخيم وكذلك جعله الأشرف إينال في يوم الواقعة مع الملك المنصور عثمان يجلس على الباب رحمه الله تعالى. أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم لم يحرر لغيابي بمكة المشرفة مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعًا وأصابع.
|