الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (نسخة منقحة مرتبة مفهرسة)
.ما يرد من أعمال البدعي وما لا يرد: السؤال السادس من الفتوى رقم (6719):س6: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» (*)، هل يرد على البدعي عمل البدعة فقط أم جميع أعماله؟ج6: البدع تختلف فمنها ما ينافي أصل الدين، ومنها ما يقع في صفة العبادة أو إحداث شيء في الدين لم يشرع، فإن كان عمل المبتدع مما يقدح في أصل الدين كدعاء غير الله فبدعته وجميع عمله مردود قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: 23] وإن كان في صفة العبادة مثل التكبير والذكر والتلبية الجماعية، أو كانت البدعة في إحداث شيء في الدين لم يشرع كالاحتفال بالمولد فهذا العمل مردود على صاحبه؛ لما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» (*) وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاءالرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن بازنائب الرئيس: عبدالرزاق عفيفيعضو: عبدالله بن غديانعضو: عبدالله بن قعود.حكم رفع الصوت بقراءة آية الكرسي بعد الصلاة: الفتوى رقم (8740):س1: صلى في مسجد من مساجد دمشق إذا صلينا يأمرون واحدا بدبر كل صلاة فرض ليرفع صوته بقراءة (آية الكرسي) و{قل هو الله أحد} مع (المعوذتين)، وإذا انتهى من القراءة يقرأ كل واحد من الجماعة يعيد قراءة آية الكرسي والمعوذتين من أولها إلى آخرها.هل هذا وارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أم هي بدعة؟وهل علي أن أوافقهم على هذا وأواظب عليه أم لا؟ مع أنني أعرف أن قراءة آية الكرسي والمعوذتين ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم.وهل يجوز أن يرفع أحد من المصلين صوته دبر كل صلاة فرض بقراءة آية الكرسي وغيرها قصد تعليم من لا يعرف قراءة آية الكرسي والمعوذتين؟ج1: لا يجوز رفع الصوت بقراءة ما ذكر عقب الصلوات لا من أحد المصلين ولا من جماعتهم ولو بقصد التعليم، بل هو بدعة؛ لعدم ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» (*) رواه البخاري ومسلم وعلى هذا ليس لك أن توافقهم على بدعتهم، بل عليك أن تنكر ذلك وتبين لهم الحق بقدر ما تستطيع بالحكمة والموعظة الحسنة؛ لقوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125] ولما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» (*).اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاءالرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن بازنائب الرئيس: عبدالرزاق عفيفيعضو: عبدالله بن غديانعضو: عبدالله بن قعود.شرح حديثي: «من أحدث في أمرنا»، و«من سنة سنة حسنة»: س2: أريد من فضلكم أن تشرحوا لي هذين الحديثين شرحا مبينا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» (*)، «من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها» (*).ج2: معنى حديث: «من أحدث» إلخ أن من ابتدع في الدين بدعة يضاهي بها تشريع الله فهي مردودة عليه غير مشروعة ومحدثها آثم، وذلك مثل ما ذكر في جواب السؤال الأول من الجهر بآية الكرسي عقب الصلوات الخمس ومثل زيادة (أشهد أن عليا ولي الله) في الأذان، وجهر المؤذن بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الأذان، أما إتيان المؤذن بها سرا فسنة.أما معنى حديث: «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها...» (*) إلخ أن من عمل بسنة صحيحة قد ترك الناس العمل بها، فقد أحياها بذلك لتتابع الناس على العمل بها بسببه، وكذا لو وعظهم وذكرهم بها فتتابعوا على العمل بها، ويؤيد هذا المعنى ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي عمرو جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار، فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار، أو العباء متقلدي السيوف، عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر، فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلالا فأذن وأقام، فصلى ثم خطب فقال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [النساء: 1] إلى آخر الآية: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1] والآية التي في الحشر: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ} [الحشر: 18] «تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره»، حتى قال: «ولو بشق تمرة»، فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها، ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء» (*) وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاءالرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن بازنائب الرئيس: عبدالرزاق عفيفيعضو: عبدالله بن غديانعضو: عبدالله بن قعود.عرض الأعمال على الكتاب والسنة: السؤال الثاني من الفتوى رقم (5078):س2: ماذا يقول الإسلام في الرجل الذي يحدث شيئا في الإسلام فيراه عملا محمودا ويدعي أنه ليس من الأمور التي توقع الإنسان في البدع؟ج2: يعرض عمل هذا الرجل على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فما وافقهما فهو حق وما خالفهما فهو مردود على صاحبه، وأنت لم تذكر لنا شيئا من أعماله حتى نعلم منها أنها بدعة أو سنة.وننصحك بقراءة كتاب الاعتصام للشاطبي ففيه بيان شاف كاف في معنى البدعة وأقسامها وأحكامها وأمثلتها، وكذلك كتاب السنن والمبتدعات وكتاب الإبداع في مضار الابتداع وكتاب البدع والحوادث وكتاب تنبيه الغافلين لابن النحاس، وغيرها من الكتب التي تميز بين السنة والبدعة.وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاءالرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن بازنائب الرئيس: عبدالرزاق عفيفيعضو: عبدالله بن غديانعضو: عبدالله بن قعود
|